من حق أي تكتل سياسي حكومياً كان أو معارضاً أن يتعاون مع إعلاميين أو مغردين أو حتى رجال دين لتسويق أفكاره وإيصال وجهة نظره لأكبر شريحة من الناس، لكن بعض رجال الدين تمادوا في الدفاع عن الحكومة بشكل مقزز والرد عليهم واجب.

فما إن تكتب أو تنتقد الحكومة حتى تبدأ ضدك اتهامات كثيرة لتظهرك كالخارج من الملة مروراً بستين ألف اتهام، وتنتهي باتهامك بعدم طاعة ولي الأمر!

Ad

أولاً، لنفرق أن الحكومات في الكويت تأتي وتروح حسب أحكام الدستور وتوجيه اللوم لها ليس لأننا نضمر الشر للبلد، بل من باب تقويم الاعوجاج وتسليط الضوء على مكامن الفساد، وتشهد الثلاثون عاماً التي مضت أن الصحافة المحلية وكتابها كانوا من أكبر محاربي الفساد.

الأمر الآخر وهنا أشدد أنني أتحدث عن بعض رجال الدين، فهؤلاء يصمتون صمت أهل المقابر عن الفساد والسرقات وسوء الإدارة وقضايا حقوق الإنسان والوضع المتردي لإخواننا البدون، وما إن تنطق ولو بكلمة ضد الحكومة حتى تخرج عليك منظومة بشكل الواعظين مهمتهم الأساسية التشكيك في دين أو ولاء كل من يخالفهم في الرأي.

لا يا سادة مناظركم الوجلة لن تخيفنا، ولن تثنينا عن قول ما نراه من الحق، وفكرة أننا سنخاف منكم فكرة أتمنى أن تستبعدوها، عن نفسي لم آخذ مزرعة أو جاخوراً كما أخذ بعضكم، ولم أقف وأساند مرشحين فاسدين في كل الدوائر لكي أقبض الثمن، ولم آتِ بشهادة دكتوراه مزورة وأضع حرف الدال قبل اسمي زوراً وبهتانا، اتقوا الله في أنفسكم قبل التشكيك في ولاء وذمم الناس، وكما يقال «اللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجر».

أما بالنسبة إلى الحكومة فأقول لها إذا كان استمرارك مبنياً على نواب أغلقوا أجهزتهم النقالة واختفوا في مكان ما بعيداً عن الأنظار خشية مواجهة ناخبيهم وبعض أشباه رجال الدين، فهنيئاً لكِ هذا الاستمرار.

إذا أردتِ يا حكومة أن تدافعي عن نفسك وتستمري في إدارة المشهد السياسي فعليكِ بالإصلاح والإتيان بفريق نشيط متجانس من شباب الكويت وشاباتها بعيداً عن مزاج فلان أو مصالح علان.

عليكِ أيضا أن تبادري بمتابعة حقيقية لقضايا الفساد وما أكثرها بدلاً من إحالة قضايا شبه فارغة من المضمون إلى النيابة العامة حتى تسقط هذه القضايا.

حكومتنا الرشيدة نحن نلعب بالوقت الضائع وفرصك في تسجيل أي هدف باتت شبه معدومة.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى