لا تزال مصر في حال من الحزن والصدمة بعد مأساة انهيار عقار بمنطقة جسر السويس شرقي القاهرة وحادثة تصادم قطاري سوهاج. وبينما انتهى المصريون من تشييع ضحايا القطارين، ارتفع عدد ضحايا انهيار المبنى أمس إلى 25 قتيلا و25 مصابا، في وقت تستمر عمليات رفع الركام من البناية ذات العشرة طوابق حتى نهاية الأسبوع.

في الأثناء، رفض وزير النقل المصري، كامل الوزير، الاستقالة من منصبه بعد حادث اصطدام قطاري سوهاج الذي راح ضحيته 19 قتيلا الجمعة الماضي.

Ad

وقال الوزير في مداخلة مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" عند سؤاله عن استقالته: "أنا مهندس مقاتل منذ تخرجي من الكلية العسكرية عام 1980 وأنا أقاتل في الجبال في صفوف القوات المسلحة هذه المؤسسة العريقة. أنا جندي مقاتل لم أعتد الهرب".

وأضاف أنه قبل أن يكون جنديا فهو فلاح تعود أن يعمل في "الغيط" وأن يواجه التحديات ولم يتعود التهرب من مسؤولياته، مشدداً على أن التصرف الصحيح ليس الاستقالة في مثل هذه الظروف، وإلا لكان من الأولى إقالة رئيس الهيئة العامة للسكة الحديد.

ويحظى الوزير بدعم مباشر من القيادة السياسية التي توفر اعتمادات مالية ضخمة من أجل إنجاز حلم تطوير شامل لمرفق السكك الحديدية القديم والمتهالك (يعود بأصوله لأكثر من 150 عاما)، والذي يشهد عادة حوادث دموية مأساوية.

وقالت مصادر مطلعة لـ "الجريدة"، إن فكرة إقالة الوزير غير واردة لأنه مكلف بمهمة صعبة وتستغرق عدة سنوات، وتم تحقيق العديد من بنودها بنجاح، فليس من المنطقي الاستغناء عنه في منتصف الطريق.

وحصل الوزير على دعم معنوي له وخططه الجارية لتطوير مرفق السكك الحديدية من قبل أعضاء مجلس النواب، الذين عقدوا جلسة لمناقشة حادث سوهاج أمس، إذ ظهر بوضوح أن النواب تجنبوا تحميل وزير النقل أي مسؤولية عن الحادث واكتفوا بالحديث عن المسؤولية الأدبية بالاعتذار وليس الاستقالة.

وقالت النائبة أميرة العادلي، إن المطلوب هو الاعتراف بوجود خطأ وتقصير وليس الاستقالة، بينما أشاد رئيس لجنة النقل في المجلس علاء عابد، بأداء الحكومة في التعامل مع الأزمة.

ولفت رئيس مجلس النواب، حنفي جبالي، الى أن المجلس سيقوم بدوره الرقابي عقب صدور نتائج التحقيقات في الحادث، بينما شدد النائب الوفدي سليمان وهدان على ضرورة ألا يؤثر الحادث على ما أنجزته الدولة وأنفقته من مليارات لتنفذ مرفق السكك الحديدية، لافتاً إلى أن العنصر البشري هو السبب الرئيس في حوادث القطارات.

سد النهضة

من جهة أخرى، وفي خطوة لاستطلاع المواقف في منطقة شرق إفريقيا، قد تمهد لطرح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمبادرة لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، التقى المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث، في القاهرة أمس، وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي، وتباحثا حول سبل إعادة إطلاق المفاوضات بهدف التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم لملء وتشغيل السد.

واشتكى وزير الري المصري معاناة بلاده من شح مائي حاد يقابله وفرة مائية في إثيوبيا، ورغم ذلك فإن القاهرة تدعم التنمية في جميع دول حوض النيل، مجدداً دعم مصر الكامل للمقترح السوداني الداعي لتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية (الرئيسة الحالية للاتحاد الإفريقي)، ومشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للتوسط بين مصر وإثيوبيا والسودان.

القاهرة - حسن حافظ