يضع بطل العالم للفورمولا واحد البريطاني لويس هاميلتون رهانه على لقب ثامن قياسي، مع إدراكه التام للتحديات التي تنتظره على مسار إزاحته عن عرشه، مع انطلاق المنافسات وسط تداعيات فيروس كورونا.

وتنطلق اليوم التجارب الحرة الأولى والثانية لجائزة البحرين الكبرى، فيما تقام السبت التجارب الحرة الثالثة والتأهيلية، على أن ينطلق السباق يوم الأحد.

Ad

وعانى هاميلتون، الذي احتفل بعيد ميلاده السادس والثلاثين في يناير الماضي، خلال التجارب الشتوية التي أقيمت في البحرين، استعدادا للموسم الجديد، مقابل هيمنة الهولندي ماكس فيرستابن وسيارته ريد بول المتجددة على لائحة أسرع السائقين.

وافق بطل العالم سبع مرات وحامل اللقب في الأعوام الأربعة الأخيرة، بعد أمد طويل، على تجديد عقده مع "الأسهم الفضية" لمدة عام واحد فقط، وتحديداً حتى نهاية العام الحالي.

وبعد إصابته بفيروس كورونا وغيابه عن جائزة البحرين الكبرى على حلبة صخير العام الماضي، عاد هاميلتون إلى الحلبات، ليعاني ألم الخسارة أمام منافسه "ماد ماكس" (لقب فيرستابن) في السباق الأخير الذي استضافته حلبة مرسى ياس في أبوظبي، وهي خسارة اعتبرها البعض بمنزلة "إنذار مسبق" لخفوت وهج "السير" البريطاني.

وتجد الحظيرة البريطانية نفسها تحت تهديد حقيقي، وهو واقع يدركه جيدا هاميلتون وزميله الفنلندي فالتيري بوتاس، بعد سيطرة مطلقة على "الفئة الأولى" منذ عام 2014 مع بدء حقبة المحركات الهجينة (هايبريد)، تخللتها تحقيق ثنائية الفوز بلقبي الصانعين والسائقين 7 أعوام تواليا.

معركة ملكية

وتلوح في الأفق صورة "معركة ملكية" بين أبرز السائقين، تضاف إليها عودة بطل العالم السابق مرتين الإسباني فرناندو ألونسو (ألبين رينو)، كترياق للسم الذي تجرعته بقية الفرق من سيطرة هاميلتون وبوتاس، بفوزهما العام الماضي بـ 11 جائزة كبرى من أصل 17 سباقاً.

وفي وقت أنهى فريق ريد بول تجاربه من دون أي مشكلة تُذكر، ومع 369 لفة تقاسمها فيرستابن وزميله الجديد المكسيكي سيرخيو بيريس، تألم مرسيدس لرؤية سيارته خارج المسار التسابقي مرتين ومعاناته من مشكلات مع علبة التروس.

ويعرف فريق ريد بول أسرار الفوز بالألقاب، ويملك الصيغة السحرية لتحقيق ذلك، فهو سبق له أن أحرز لقبي الصانعين والسائقين أربعة أعوام متتالية مع الألماني سيباستيان فيتل (2010- 2013)، كما يضم في صفوفه المصمم البريطاني أدريان نيوي، الذي يجيد تصميم أكثر سيارات المقعد الأحادي نجاحا.

عودة اسم شوماخر

ومع عودة "الماتادور" ألونسو بعد عامين من الغياب، يعود أيضاً اسم شوماخر إلى "الفئة الأولى" بعد تسعة أعوام من آخر سباق لشوماخر الأب، إثر ترفيع نجله ميك الفائز العام الماضي بلقب بطولة سباقات فورمولا2 إلى فريق هاس، ليزامل الروسي نيكيتا مازيبين، فيما حل الياباني يوكي تسونودا بدلا من الروسي دانييل كفيات مع فريق ألفا تاوري.

ويأمل فيراري، بعد عام هو الأسوأ في تاريخ "الحصان الجامح" منذ 40 عاما، أن يقود السباق خلف الثنائي مرسيدس - ريد بول، وبمواجهة الفرق الصاعدة أمثال ماكلارين والطامح ألبين وأستون مارتن، حيث يسعى فيتل بدوره لاستعادة سحره.

وأمام كل هذه التحديات، يأمل هاميلتون المشتت الأفكار خارج الحلبات بالتزاماته ووقوفه إلى جانب أبناء بشرته السوداء، أن يتعافى فريقه سريعا للبقاء بعيدا عن متناول يد الطامحين لإزاحته عن عرشه.