أول العمود:

Ad

على مدى يومين صرنا فُرجه بسبب قصة إحالة نواب في البرلمان إلى النيابة ومن ثم سحب البلاغات ضدهم!

***

زينب الخالدي، فتاة كالزهرة، ذات روح جميلة ونابضة، تُعبر عن حالتها بشكل جيد وعفوي يصل إلى المتلقي بنكهة الطفولة الفطرية العابرة بقوة، ما أثارني في حالتها (إعاقة الرِّجل) أنها طرحت مفهوماً جديداً لمساعدتها في جمع تكاليف العلاج الباهظة التي تتطلبها عملية العلاج في الخارج.

زينب ألّفت كتاباً بعنوان (مُحاكاتي) وتبنت طباعته دار "وجد" للنشر ليكون أحد مصادر سد تكاليف العلاج، وبالرغم من أن الكتاب كسلعة غير مربح ولا يؤثر في فواتير التطبيب الحارقة فإن مجرد ربط الحالة بالكتاب وصناعته كانت لافتة، زينب سطرت حالتها وأفكارها وأمانيها في كتاب صغير الحجم ذي غلاف جميل التصميم.

لا أريد أن أزيد في كونها من فئة (البدون)، وما تعنيه هذه الكلمة أو التصنيف من معاناة أبناء جيلها، خصوصاً أنها تعاني إعاقة في الساق، لكن رؤية مقاطع لها في اليوتيوب تدفعك لتصديق مدى القوة الذهنية والعاطفية التي تتمتع بها.

زينب مبهرة، لأنها تغلبت على حالتها بالإصرار، بالكتابة، ودخول عالم الطباعة والنشر لتصل إلى الناس بسهولة ويسر.

الشيء المبهر والمفرح أيضاً في تفاعل الجيل الواعد من المثقفين الشباب عبر مؤسساتهم الثقافية (مكتبات ودور نشر) مع حالة زينب، من خلال تبني بيع كتابها من خلال منصاتهم الإلكترونية، فبالإضافة إلى دار (وجد) هناك (تكوين) و(صوفيا) و(طروس)، وآخرون رُبما، وسيدخل على خط الترويج لكتاب زينب معرض الكويت الافتراضي للكتاب الذي يعمل منذ أشهر ولا يزال بشراكة بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ومؤسسة التقدم العلمي.

هذه قصة مبهجة، حولت الألم إلى أمل، وأثبتت قدرة الإنسان مهما كان صغير السن في أن يغير من حالته ووضعه بجهوده الذاتية ومعاونة أطراف أخرى واعية من المثقفين، كما تثبت أيضاً النبض الإنساني في مجتمعنا الذي يتوارثه بالفطرة الإنسانية جيل بعد جيل ومهما بلغت الآلام.

تحية لزينب، وللمجتمع المثقف في الكويت، الأهلى والرسمي، على هذا الالتقاط الصحي لهمومنا المجتمعية.

السؤال: كم زينباً تئن في مجتمعنا، ولا تملك شخصية زينب الخالدي؟

مظفّر عبدالله