أول العمود:

كل ابتكار جديد في عالم الإعلام الرقمي (كلوب هاوس مثلاً) يشجع على الحوار كقيمة نقف معه بعيداً عن قيمة ما يطرح، مجتمعنا بحاجة إلى أن يتحدث بعضنا لبعض فالأحكام المسبقة والانطباعات العامة تسيء لعلاقاتنا الاجتماعية.

Ad

***

أذكر تصريحاً سابقاً لسمو رئيس الوزراء الحالي طلب فيه من المواطنين الإبلاغ عن أي حادثة فساد للجهات المعنية، ولأن الناس في هذا البلد سئموا من كشف الكثير من مواطن الفساد عبر منصات إلكترونية لا تهدأ طوال ساعات اليوم، وتكتب ما تشاء– الغث والسمين– من دون نتائج ولا معالجة لما يقولونه في العلن! فكل الجهات الرقابية وعددها ١٢ جهة لم تستطع وقف الهدر والفساد المستشري!

المستغرب هنا أن البرلمان المنوط به المساهمة في وقف هذه الظاهرة لا يستطيع هو الآخر عمل شيء في ملفات مكشوفة وفضائحية بامتياز، فمجلس الأمة لا يملك قراره في كشف أسماء مزوري الشهادات العلمية، وهو لا يستطيع وقف منح أراضي الدولة لغير مستحقيها كما هي الحال في الحيازات الزراعية والجواخير الممنوحة بالمخالفة لقوانين تنظيمها، أو المتاجرين بالإقامات كمثال، بل يقف صامتاً ولا يستخدم أدواته البرلمانية!

التساؤلات المطروحة هنا: ما فائدة هذه التشكيلات الوزارية التي تتعاقب وتلد حشداً ممن يسمون (وزير سابق) وما أكثرهم؟! وما فائدة البرلمان للبلد وللمواطنين؟ ولماذا تُضرب أماني ومصالح المواطنين الذين يشخصون ببساطة وبدون الاستعانة بالخبراء مشاكل البلد المزمنة؟

غضب الناس اليومي تحول إلى حالة من عدم المبالاة، وباتت السلوكيات المكروهة في الشارع، وفي التعليقات التي تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي، هم أقرب لليأس بسبب أن مشاكل البلد الاعتيادية والتقليدية لا تجد طريقها للحل، وخير مثال على ذلك إصلاح الطرق! هذا ما وصلنا إليه من مستوى.

نحن نعيش مسرحية.

مظفّر عبدالله