لم يكن الثامن من مارس يوماً عادياً كغيره من الأيام، ولم تكن الاحتفالية بيوم المرأة العالمي اعتيادية أيضا، فقد ازدحم "كلوب هاوس" بالندوات النسائية من كل حدب وصوب، وهي المرة الأولى التي تنتقل قضايا المرأة إلى تلك الدواوين الإلكترونية المستحدثة التي أعادت إلى الأذهان زمن المذياع والصوت المؤثر، وأعادتنا أيضا الى زمن حصول المرأة الكويتية على حقوقها السياسية، وتلك الرحلة التي ابتدأها نواب مجلس الأمة منذ الستينيات، وتكللت بجهود الجمعيات النسائية لتفعيل نصف المجتمع في العمل السياسي.

واليوم وفي ظل انحسار تمثيل المرأة في البرلمان والمراكز القيادية العليا أصبح تمكينها محور الاهتمام، وأصبحت بحاجة إلى تمكينها من الحضور والمشاركة في البرلمان كمراقب وإدراج قضاياها في اللجان كافة، لا في لجنة المرأة فقط، والدفع بالقوانين والاقتراحات إلى التنفيذ.

Ad

وفي غرفة أخرى من "كلوب هاوس" ارتفعت الأصوات معلقة على فصل وزارة التربية عن التعليم العالي، وفصل كليات التعليم التطبيقي عن وزارة التعليم العالي، فمن المشاركين من اعتبر القرار متخبطاً ويسعى إلى المجهول وآخرون اعتبروا المرحلة مؤقتة فقط، وستتبعها قرارات أخرى لاحقة لتصحيح الوضع.

وفي ظل ما جاء في الصفحات الاقتصادية مؤخرا من حاجة سوق العمل الى المهنيين التنفيذيين وتكدس الهيئات الوزارية بالأكاديميين والمنظرين، يبرز السؤال مجدداً: هل ستشهد الفترة القادمة عودة المعاهد التطبيقية المهنية ذات العامين فقط؟ وهل سترتكز سياسة "خلق الوظائف" على أهل المهن والحرف؟ وماذا عن الهيكل الوظيفي والرواتب؟

أسئلة كثيرة سيتم تناولها في مقالات قادمة حول ملامح سوق العمل والحاجة إلى نمط جديد من المعاهد المهنية التدريبية.

وللحديث بقية.

كلمة أخيرة:

للمسؤول أقول: حينما توجه دعوة إلى الكفاءات النسائية لتقلد منصب أو وظيفة باشر بالحديث إليهن بشكل مباشر دون الحاجة لإقحام الزوج أو الأخ أو حتى الأب، فالمرأة تريد أن تشعر أنها ذات كيان مستقل لاتخاذ القرار.

كلمة أخرى:

تحية للصفوف الأولى من النساء في يوم المرأة العالمي، وتحية لكل امرأة اختارت أن تضحي بالغالي والنفيس للسهر بالمستشفيات والمحاجر الصحية على راحة المرضى والمصابين.

د. ندى سليمان المطوع