حثت إيران «الترويكا الأوروبية»، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، على تجنب التهديد خلال الجهود الدبلوماسية القائمة حالياً لإحياء الاتفاق النووي، الذي انسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مجددة تمسكها برفع العقوبات الأميركية كـ «شرط مسبق» للعودة إلى التفاوض، في ظل رغبة الرئيس الأميركي جو بايدن في إحياء المعاهدة المبرمة عام 2015، وجعلها منصة لمعالجة أنشطة طهران في المنطقة وتسلحها البالستي.

وقال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لدى استقباله وزير الخارجية الايرلندي سايمون كوفيني، الذي يزور طهران في سياق دور بلاده كمسهّل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 الذي وضع الإطار القانوني للاتفاق المبرم بين إيران والقوى الست الكبرى، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين: «الطريقة الأفضل لحل المشاكل مع الشركاء الأوروبيين على مختلف المستويات الثنائية، والإقليمية، والدولية، هي إجراء محادثات على أساس الاحترام المتبادل بعيداً عن لغة التهديد وممارسة الضغوط».

Ad

وانتقد روحاني ما وصفه بـ «عدم مبادرة أوروبا بتنفيذ تعهداتها» حيال الاتفاق، معتبراً أن طهران «التزمت بتعهداتها حيال الاتفاق وحافظت عليه، وهي الطرف الوحيد الذي دفع ثمن ذلك»، بعد أن أعاد ترامب فرض عقوبات خانقة عليها عقب انسحابه الأحادي من الاتفاق عام 2018.

وشدد على أن «الوضع لا يمكن أن يستمر على الشكل الحالي، بل يجب تنفيذ القرار 2231 من قبل كل الأطراف المعنية بالاتفاق لإحيائه والحفاظ عليه»، في إشارة إلى مطالبته إدارة بايدن برفع عقوبات ترامب قبل إلغاء طهران الخطوات التي اتخذتها لفك ارتباطها بالاتفاق.

تهدئة وتغير

إلا أن روحاني، الذي يراهن على إمكانية رفع العقوبات، أكد لكوفيني أن حكومته «ما زالت عاقدة العزم على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية» بعد إبرامها لـ «تفاهم مؤقت» مع مدير الوكالة رافائيل غروسي لتهدئة المخاوف التي تسبب فيها قانون وقف العمل بالبروتوكول الإضافي في الاتفاق النووي، الذي أقره البرلمان الخاضع لسيطرة التيار المتشدد.

وذكر أن «إيران مستعدة لاتخاذ إجراءات تعويضية فورية وفق الاتفاق النووي والوفاء بالتزاماتها بعد رفع العقوبات غير القانونية».

من جهته، قال وزير الخارجية الايرلندي، إن هناك فرصة جديدة للتفاوض والحوار في ظل الظروف الجديدة، في إشارة إلى وصول بايدن إلى البيت الأبيض وتراجع «الترويكا الأوروبية» عن قرار لإدانة طهران في مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة، بعد تلقيها «إشارات مشجعة» من الجانب الإيراني بشأن إحياء الاتفاق، وإمكانية الدخول في مفاوضات غير رسمية مع واشنطن قبيل «عيد النيروز» 20 مارس الجاري.

ورأى كوفيني أنه «مع الظروف الجديدة، هناك فرصة جيدة للتفاوض والحوار، ويجب أن نستخدم هذه الفرصة كشرط لجميع الأعضاء لتنفيذ الاتفاق النووي الدولي».

ووصف كوفيني انسحاب الرئيس الأميركي السابق عام 2018 من الاتفاق النووي بأنه «خطأ تاريخي»، مضيفاً «سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على الاتفاق، ونحن مستعدون للعب أي دور يمكن أن يساعد في تحسين الوضع، واستئناف المحادثات مع جميع أعضاء الاتفاق».

ولاحقاً، عقد كوفيني مشاورات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الذي يُنتظر أن يطرح عليه ملامح «خطة عمل بناءة ملموسة» للتفاوض مع الغرب.

والجمعة الماضي، صرح ظريف بأنه سيطرح الخطة عبر القنوات الدبلوماسية الرسمية بعد أن تحدث محسن رضائي، الشخصية الإيرانية المحافظة والمرشح الرئاسي المحتمل، عن إمكانية العودة للتفاوض مع الغرب بالتزامن مع رفع تدريجي للعقوبات الرئيسية بغضون عام من قبل واشنطن.

بكين وموسكو

في السياق، أعرب وزير الصيني وانغ يي عن أمل بلاده أن ترفع الولايات المتحدة «العقوبات غير المبررة» المفروضة على طهران.

ودعا الوزير الصيني الجمهورية الإسلامية إلى أن تتحلى بالمسؤولية مع تكثيف الشركاء للجهود الدبلوماسية من أجل إحياء الاتفاق المبرم عام 2015.

من جانب آخر، سلّم السفير الروسي لدى طهران لوان جاغاريان، المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، رسالة خطية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملت ردا على رسالة حملها رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف أخيرا إلى موسكو.

وذكرت سفارة روسيا لدى طهران، أن رسالة بوتين الخطية تسلمها علي أكبر ولايتي مستشار خامنئي، وتتناول مسائل متعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية، إلى جانب قضايا دولية.

ونقلت رسالة خامنئي مواقف إيران حول الاتفاق النووي، إضافة إلى بحث مسألة بيع النفط الإيراني إلى موسكو، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

تسوية إسرائيل

من جهة ثانية، هدد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، بتسوية مدينتي تل أبيب وحيفا بالأرض، وقال إن الخطط بهذا الشأن أصبحت جاهزة.

وقال حاتمي، في تصريحات أمس، بمعرض حديثه عن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة ضد البرنامج النووي الإيراني: «تل أبيب وحيفا ستدمران وسنسويهما بالأرض في حال أمر المرشد الأعلى القائد العام للقوات المسلحة».

وأعاد حاتمي ترديد ما قاله خامنئي بأن «النظام الصهيوني ليس عدونا الرئيس، فهذا النظام ليس بالمستوى القادر على مواجهة إيران».

وكان وزير الدفاع الإيراني يتحدث عن التهديدات الأخيرة التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بيني غانتس.

وحمّل نتنياهو طهران مسؤولية انفجار سفينة إسرائيلية في خليج عُمان أواخر فبراير الماضي، في حين لوح غانتس بإمكانية التحرك عسكريا بشكل منفرد لمنع طهران من تطوير قنبلة ذرية مع مواصلة البيت الأبيض جهوده الرامية لإحياء الاتفاق النووي.

من جهة ثانية، أعلن الجيش الأميركي، أمس، أن قاذفتين استراتيجيتين من طراز "بي 52" تابعتين له نفذتا "دورية جوية متعددة الجنسيات" في الشرق الأوسط.

طهران وجهة يورانيوم فنزويلا المهرَّب

صرح زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو المعترف به رئيساً من عدد من الدول الغربية؛ بأنَّ إيران وجهة رئيسية لليورانيوم المهرب من فنزويلا.

وقال غوايدو إنه تم اعتقال أفراد في الجيش بشبهة تهريب اليورانيوم إلى طهران أخيرا.

واعتبر زعيم المعارضة أن نظام الرئيس نيكولاس مادورو أصبح عصابة إجرامية، ويستورد النفط من إيران رغم العقوبات الأميركية المفروضة على طهران وكراكاس.

يأتي ذلك بعد أسبوعين من تقرير بثته وكالة «رويترز»، أفاد بأن فنزويلا ترسل شحنات من وقود الطائرات إلى الجمهورية الإسلامية مقابل واردات من البنزين؛ وذلك ضمن اتفاق مقايضة توصلت إليه شركتا النفط الوطنيتان في البلدين.