سؤال ظاهره استفسار لكن باطنه استنقاص، يتردد هذا السؤال في الكثير من المحافل بمختلف مجالاتها، عندما يتحدث أحدهم عن أي مجال خارج تخصصه، فترى من حوله ينبري ليسأل: هل أنت متخصص؟ وما شهادتك؟

يريد من هذا السؤال استصغاره وإحراجه أمام الآخرين، ولكن ماذا لو كان المتحدث مطلعاً في عدة مجالات خارج تخصصه؟

Ad

لو عدنا إلى التاريخ لوجدنا شخصيات كبيرة لم تكن متخصصة في مجالها، ولكنها أبدعت وأسست مشروعاً قائماً إلى يومنا هذا، وكذلك الذي لم يحالفه الحظ في التعليم قد صنع مجداً يتغنى به لوقتنا الحاضر.

ومن النماذج التي أبدعت في ذلك بن جونسون الذي عمل في تجارة زوج أمه وفي الجيش ونال التعليم الرسمي، لكنه أبدع في المسرح، وشكسبير الآخر الذي لم يكمل تعليمه إلا أنه برع في اللغة والمسرح، وفي البلدان العربية توجد أمثلة كثيرة ممن لم تكن لديهم شهادات وتخصصهم غير الفن لكنهم أبدعوا وكوّنوا أساسات يعتمد عليها إلى وقتنا الحالي، منهم أحمد فؤاد نجم، ومصطفى الرفاعي، ومن الكويت مؤسسا المسرح حمد الرجيب ومحمد النشمي، وغيرهم الكثير الذين لا يمكن إحصاؤهم، وبعد هذا هل ما زلنا نجرؤ على طرح هذا السؤال في وجه من لا يعجبنا؟

رسالة:

أتمنى أن تسود ثقافة احترام الآخر وتقدير ما قيل بغض النظر عمن قال.

محمد القلاف