تعتبر الانفلونزا الموسمية العادية أحد أسباب الوفاة حول العالم وإن كانت بنسب ضئيلة خاصة بين الأطفال، إلا أن مضاعفاتها الخطيرة تجعلها مصنفة كأحد الفيروسات القاتلة بنسبة محددة.

وكشفت دراسة حديثة نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن الإنفلونزا الموسمية التي قتلت العام الماضي 200 طفل انخفض معدل خطورتها هذا العام إلى وفاة طفل واحد والفضل يعود للاجراءات الوقائية المتخذة ضد فيروس كورونا في نتائج مثيرة وخطيرة كشفتها الدراسة.

Ad

وأوضحت النتائج ظهور اتجاه أقل وضوحاً ولكنه أكثر إيجابية للأمراض المعدية حيث اختفت الإنفلونزا والفيروسات الشائعة الأخرى تقريباً، بسبب ما قاله عالم الأوبئة وأستاذ طب الأطفال في جامعة جونز هوبكنز حرون ميلستون «الانفلونزا العادية اختفت تماماً خلف الأقنعة ومع غسل اليدين والتباعد».

وكشفت أن حصيلة الوفيات هذا الموسم انخفاضاً ملحوظاً عن موسم الأنفلونزا 2019-2020، من 200 طفلاً لقى حتفه متأثراً بالانفلونزا إلى طفل واحد فقط، حيث كانت تستمر في الانتشار عادة في مارس وأبريل.

ويقول خبراء إن مزيجاً من احتياطات فيروس كورونا والمناعة الحالية قضت حتى الآن على مستويات العدوى تقريباً، وبالتالي القضاء على الوفيات، حيث تم الإبلاغ عن وفاة واحدة من الأطفال بالإنفلونزا خلال موسم الأنفلونزا الحالي، مقارنة بالعشرات في السنوات الماضية.

وقال عضو لجنة الأمراض المعدية بالأكاديمية الأميركية لطب الأطفال فلور مونوز «أعتقد أن القضاء على وباء الإنفلونزا، الذي شوهد عالمياً، يخبرنا أن الطريقة التي تنتقل بها الإنفلونزا من شخص إلى آخر ربما تأثرت بالفعل باستخدام الأقنعة، أكثر من أي شيء آخر، فارتداء الأقنعة على نطاق واسع يحد من انتشار القطرات التي تنقل الإنفلونزا».

وقالت رئيس فريق مراقبة الإنفلونزا المحلي التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، لينيت برامر، يعاني البالغون أيضاً من انخفاض كبير في وفيات الإنفلونزا، مع حوالي 450 حتى الآن هذا الموسم، مقارنة بحوالي 22000 في العام الماضي لينخفض عدل الإصابة إلى 2%، ولكن الاتجاه الحالي، لن يستمر إذا عاد الناس بعد انتهاء موجة الإغلاق لممارساتهم القديمة وخاصة مع عودة الأطفال للمدارس والحضانات حيث أظهرت النتائج الحديثة أن دول مثل كمبوديا وبنغلاديش، أظهرت عودة الأنفلونزا مع رفع قيود فيروس كورونا وعودة الطلاب إلى المدارس، لكن حالات الإصابة بالإنفلونزا والوفيات قد تظل منخفضة الموسم المقبل إذا اعتاد الأشخاص ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي.