بعد أن فشلت الضغوط الفرنسية والمناشدات العربية والمتغيرات الأميركية في إنتاج حكومة لبنانية جديدة، تترقب الساحة الداخلية اللبنانية بكثير من الاهتمام التحرك الدبلوماسي الروسي خلال الايام المقبلة، والهادف إلى تحريك المياه الحكومية الراكدة.

وكشفت مصادر دبلوماسية متابعة، أمس، عن «زيارة محتملة لدبلوماسي روسي رفيع موفد من الرئيس فلاديمير بوتين إلى لبنان الأسبوع المقبل، في محاولة من موسكو لرأب الصدع بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، بعدما وصلت العلاقة بين الرجلين إلى حد القطيعة».

Ad

وأثار الموقف الروسي من ملف تشكيل الحكومة، وخصوصا من الثلث المعطل وتأييد الرئيس الحريري، خلال الأيام الماضية، استغرابا واسعا على الساحة المحلية، خصوصا أن البعض قرأ فيه رسالة للعهد. فاتخاذ روسيا، التي يعتبرها العهد في مقلبه، موقفا مماثلا وإعلانها أن لا ثلث معطلا لأي طرف، هو موقف متقدم في ظل تردي الاوضاع وتراجعها خاصة اقتصادياً.

ولفتت مصادر سياسية متابعة، أمس، الى أن «المسؤولين الروس يتابعون الاوضاع ويرون ان العرقلة غير منطقية إطلاقاً وغير مبررة، ولا يجوز من اجل ثلث معطل ان يظل البلد بلا حكومة»، مضيفة: «لهذا تدرج الموقف الروسي من النصيحة والتمني الى الموقف العلني الداعم للرئيس الحريري في تشكيل حكومة مهمة يتمثل فيها كل الفرقاء، اي انهم ضد إقصاء أي طرف، شرط ألا يكون لأحد الثلث المعطل، لأن التجارب في الماضي كانت خير دليل، ان بوجود الثلث المعطل، تتعرقل الحكومة ولا يمكن اتخاذ اي قرار، وبالتالي يغرق البلد اكثر في أزماته».

وقالت: «هذا الموقف تم إبلاغه، من المسؤولين الروس الى السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار، من قبل مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وافريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف الذي التقاه بونصار في موسكو، وجرى التباحث في الأزمة الاقتصادية والملف الحكومي والعرقلة المتمادية».

وفي سياق ما يشهده لبنان من اضطرابات على كل المستويات نتيجة زجه في الصراعات والحروب الاقليمية، رأى العلامة السيد علي الأمين، في حديث صحافي أمس، أن من «جرَّ الطائفة الشيعية إلى المحور الإيراني هي سياسة الثنائي الشيعي، ولم يقتصر ذلك على الطائفة الشيعية وحدها بل جرّوا الدولة اللبنانية أيضاً وأبعدوا لبنان عن محيطه العربي. ونحن قد رفضنا هذه السياسة، وما زلنا نطالب برفض الارتباط بالسياسات الخارجية والمحاور الدولية والإقليمية». وسئل الأمين: «لو قابلت السيد حسن نصرالله ماذا ستقول له؟»، فاجاب: «سأقول له إرجع إلى لبنان وسلّم سلاح الحزب إلى الجيش اللبناني المسؤول وحده عن الدفاع عن أرض الوطن، وانخرط في مشروع الدولة وتحول إلى حزب سياسي بالكامل».

وبعد نحو أسبوعين على تسلمه 100 آلية نقل خفيفة مصفحة مقدمة هبة من السلطات البريطانية، وقع قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون والسفيرة الفرنسية في بيرون آن جريو 3 مشاريع للتعاون العسكري في مجالات القتال الجبلي والتدريب والتنسيق والإنقاذ البحري المشترك.

وقال عون «إن المشاريع التي تم توقيعها ستكون لها انعكاسات ايجابية لتطوير مستوى العسكريين في مجالات عدة»، مضيفا أن المساعدات المقدمة من الجيوش الصديقة تعكس التقدير والثقة في أداء المؤسسة العسكرية للمهمات الملقاة على عاتقها في مواجهة مختلف التحديات بكل إصرار وعزيمة.

بيروت - الجريدة