بعد صمت رسمي استمر نحو 8 أشهر، اعترفت الصين بمقتل 4 من جنودها خلال الاشتباكات الدموية بين قواتها والجيش الهندي في وادي غالوان بمنطقة لاداخ شرق الهيمالايا على الحدود بين البلدين في يونيو 2020، في أسوأ مواجهة منذ 45 عاماً.

ونشر التلفزيون الصيني، أمس الأول، مقاطع فيديو توثق الاشتباكات الدموية بين قوات الطرفين في وادي غالوان.

Ad

وظهر في مقطع الفيديو عدد كبير من الهنود وهم يبدأون بالهجوم على جنود صينيين رغم أنهم حاولوا التفاهم معهم سلميا.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الصينة أن الجنود الأربعة توفوا أثناء كفاح شرس ضد «قوات أجنبية» انتهكت اتفاقا وعبرت إلى الجانب الصيني.

بدوره، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية الصينية أمس الأول، مقتل الجنود الأربعة في «حادث» على الحدود مع الهند، شرق الهيمالايا العام الماضي، مشيراً إلى أن «الهند تبالغ باستمرار في عدد الضحايا الصينيين».

وكان 20 جنديا هنديا قتلوا في يونيو الماضي، في أسوأ مواجهة بين الدولتين الجارتين منذ 45 عاما.

وأعلنت الهند أنها فقدت 20 رجلا من قواتها، لكن الصين التزمت الصمت طوال الشهور الماضية.

يأتي ذلك في وقت أجرى، أمس، كبار القادة العسكريين من «العملاقين الآسيويين» محادثات جديدة بشأن مزيد من فض الاشتباك عند نقاط الاحتكاك على الحدود المتنازع عليها.

وجرت المحادثات في موقع مولدو على الجانب الصيني من خط السيطرة الفعلية، وهو حدود غير رسمية متنازع عليها، وذلك بعد يوم من إكمال سحب الجانبين للقوات والمدفعية على طول ضفاف بحيرة بانغونغ تسو، حسب مصادر بالجيش الهندي.

وشهدت عدة جولات من المحادثات انفراجة في وقت سابق الشهر الجاري، باتفاق على انسحاب تدريجي للقوات.

وأفادت قناة «إن دي تي في» التلفزيونية الهندية بأن سحب القوات والدبابات والمعدات على طول بانغونغ تسو اكتمل وجرى التحقق منه، ومن المتوقع الآن أن تركز المناقشات على نقاط احتكاك أخرى مثل منطقة الينابيع الساخنة ووادي جوغرا وسهول ديبسانغ.

وكانت الهند والصين دخلتا في مواجهة خطيرة في مايو الماضي على طول خط السيطرة الفعلية في منطقة لاداخ الجبلية بالهيمالايا.

وحدث بعد ذلك تعبئة كبيرة للقوات والمدفعية من الجانبين على طول خط السيطرة الفعلية، عند تضاريس جبلية غير ممهدة وعلى ارتفاعات تتراوح ما بين 4500 و5500 متر.

وعلى صعيد آخر، بدأت التوترات الجيوسياسية بين الهند والصين في الإضرار ببعض أكبر شركات التكنولوجيا في تايوان، بما فيها الشركات الموردة لشركة «آبل» وعرقلة برنامج تحفيز جديد كانت نيودلهي تفخر به كثيراً لتصنيع الالكترونيات، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء. وتتخذ الهند موقفاً بطيئاً في إصدار تأشيرات للمهندسين الصينيين، الذين هناك حاجة ماسة إليهم لمساعدة الشركات التايوانية في إقامة مصانع في الدولة الواقعة جنوب آسيا.

وربما يعرقل الخلاف خطة رئيس وزراء الهند القومي المتشدّد، ناريندرا مودي لتعزيز قدرة التصنيع الهندية ويؤدي إلى إحجام المستثمرين الأجانب، الذين استثمروا 30 مليار دولار في الأشهر الستة حتى سبتمبر الماضي، وتدفق الحجم الأكبر من الاستثمارات المباشرة الأجنبية إلى قطاع تصنيع اجهزة الكمبيوتر وانتاج البرمجيات. وتتطلع الشركات للهند لتنويع سلاسل الإمداد لديها، ومنع مودي مئات التطبيقات الصينية وأبطأ من الموافقات للاستثمار الصيني، بعد اشتباك الحدود الدموي في يونيو الماضي.