طفلك...

حفيدك...

Ad

أطفال أقربائك...

أطفال الفريج...

هؤلاء كان لديهم مدارس، وكان لديهم أصدقاء هناك يتعاطفون معهم، ولغة التفاهم بينهم لا يفهمها الكبار، وحتى النشاط الذهني والاجتماعي الروتيني انقطع، أضف إلى ذلك أن تعليمهم حتى وإن لم ينقطع تماماً، فهو يفتقر إلى الاستمرارية.

هؤلاء يعيشون في فراغ، ويفتقدون تدريجياً أصول التواصل الاجتماعي والمعرفي، والأهم من ذلك بدأوا بالشعور بعدم الثقة بالنفس، خصوصاً عندما يرون الخوف والرعب على وجوه وتصرفات الكبار عند السماع عن الحالات المصابة أو عن وفاة أحد الأقرباء.

مَنْ يعتقدون أنهم في مأمن من الكورونا قد يكونون مُحِقِّين في ذلك، لأنهم الأقل عُرضة للإصابة بالمرض، تبدو أعراضهم خفيفة، لدرجة عدم الاهتمام بها، لكنهم يبقون عاملاً مساعداً لنشر المرض بين الكبار.

الموضوع طويل وشائك، مما يستدعي العمل على توعية جادة على مستوى المجتمع عن الصحة النفسية والعقلية للأطفال، فالانطواء والخوف والتوتر والقلق، وأحياناً الشعور بالكآبة دون سبب ظاهر، بدأت بالانتشار بشكل واسع، ليس بالكويت فقط، بل في جميع أرجاء العالم، وهناك بحوث علمية منشورة تؤكد ذلك.

بما أن الغالبية العظمى من أولياء الأمور لا يملكون القدرة أو المعرفة لمحاولة تخفيف الآثار النفسية والصحية عن الأطفال، فبإمكان وزارة الصحة، من خلال كوادرها الطبية، خصوصاً أولئك المتخصصين بالطب النفسي وطب الأطفال، المساهمة بتوعية المجتمع حول خطورة مرض الكورونا على الصحة النفسية والعقلية للأطفال، مما قد يترك رواسب سلبية تبقى معهم حتى بعد اختفاء الكورونا وحتى بعد تقدمهم بالسن.

فيا ليت هناك مَنْ يقدِّم برنامجاً متكاملاً إعلامياً في كيفية تدارك هذا الأمر.

د. ناجي سعود الزيد