تُكرِّم الأمم أولئك الذين تكون لهم مآثر إيجابية في مجتمعاتهم، بعد أن يرحلوا إلى العالم الآخر، ويتراوح ذلك التكريم بإطلاق أسمائهم على مؤسسات، وقاعات، ومدارس، وجامعات، وكليات، وميادين، ومطارات، ومستشفيات... إلخ. بل إن التكريم قد يطال شخصيات من التاريخ، فتطلق أسماؤهم على مختلف الفعاليات.

والكثير من الدول تُكرم -أيضاً- من تنعم الإنسانية بمعطياتهم، كمُخترعي الطائرة، والسيارة، والكهرباء، والهاتف، والأدوية... إلخ. وتكريم الموتى ليس شكلاً من أشكال الوجاهة الاجتماعية؛ بحيث تزدحم شوارع مدينة الكويت بأسماء لأناسٍ ليس لهم تاريخٌ يُذكر غير الشوارع التي تحمل أسماءهم.

Ad

وما دام الشيء بالشيء يذكرُ، فقد قام أحد المُتنفذين في وضح النهار بإنزال قطعة كبيرة تحمل عنوان مدرسة باسم "فيلسوف، وعالم، وطبيب، وشاعر"، ووضع مكانها اسم المرحوم جده! وهذا هو البرهان الساطع على أن انتشار أسماء الموتى أصبح مدعاةً للتفاخر، والوجاهة الاجتماعية.

***

• ألِجُ إلى ما أنا بصدده، بسرد بعض معطيات جاسم القطامي، رحمه الله:

- عام 1945 كان أول مُبتعث لكلية الشرطة في القاهرة، واحتل مكان الصدارة في نشاطاتها الرياضية والأدبية، وتقلد الأوسمة متقدماً على أقرانه.

- أُسند إليه الإشراف على صفحات النشاط الأدبي، والرياضي في مجلة البعثة، التي يصدرها طلبة الكويت في القاهرة.

- تخرج من كليته بامتياز في أوائل الخمسينيات.

- عاد إلى الكويت وأسندت إليه مهمة تأسيس إدارة الشرطة، وبعد أن أسسها كان مديراً لها لعدة سنوات.

- في أوائل الستينيات وبعد استقلال الكويت، طلب منه الشيخ عبدالله السالم أن يعمل على تأسيس وزارة الخارجية، وكان أول وكيلٍ لوزارة الخارجية، بعد أن أشرف على تنظيمها، واختيار كوادرها.

- تفرغ للعمل التشريعي وانخرط في العمل السياسي، كنائبٍ، بعد أن تم انتخابه في عدة دورات.

- على صعيد عربي، كان من أوائل من أسسوا منظمة حقوق الإنسان العربية.

- وهو أول من تقدم بطلب لتأسيس منظمة حقوق الإنسان في الكويت.

***

جئتُ بالنزر اليسير جداً من إنجازات هذا الرجل، الذي يستحق من وطنه كل التكريم، فمتى يأتي الوقت الذي نرى فيه: "شارع جاسم القطامي"؟

د.نجم عبدالكريم