وسط حراك سياسي ودبلوماسي كثيف تشهده المنطقة لمواكبة تغيُّر الإدارة في واشنطن مع تسلم الرئيس الأميركي جو بايدن مقاليد الحكم، علمت «الجريدة» من مصدر بوزارة الخارجية الإيرانية، أن زيارة نائب وزيرها عباس عراقجي للكويت، جاءت في إطار مسعى إيراني لطلب توسط الكويت لحلّ خلافات طهران مع السعودية.

وقال المصدر إن إيران بدأت مساعي حثيثة لإيجاد وسيط معتمد لحلّ الخلافات مع الرياض، بناءً على حساباتها السياسية بعد رحيل «صقور» إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب الجمهورية، وكذلك وفق نصيحة من فريق بايدن، على أساس أن حل الخلافات مع جيرانها، وتحديداً مع المملكة، سيسهل عودة واشنطن للاتفاق النووي، وحل القضايا الأخرى كالبرنامج الصاروخي الإيراني المثير للجدل، وأنشطة طهران الإقليمية، ودعمها لفصائل مسلحة في عدة دول عربية، وذلك سيسهم في تسريع وتيرة رفع العقوبات وإنقاذ الاقتصاد الإيراني المتداعي.

Ad

وفي حين استقبل وزير الخارجية الكويتي د. أحمد الناصر أمس عراقجي، قال المصدر إن طهران، بعد نجاح الوساطة الكويتية في حل الأزمة الخليجية، والإشادة الدولية الواسعة بذلك، أصبحت متحمسةً للطلب من الكويت أن تلعب دوراً بينها وبين السعودية، خصوصاً أن العلاقات بين إيران والمملكة تواجه انسداداً كبيراً على عكس علاقتها مع باقي الدول الخليجية باستثناء البحرين، إذ لا تزال تحتفظ بقنوات اتصال.

وأضاف أن عراقجي طرح، خلال زيارته للكويت، إمكانية إعادة تفعيل وساطة المغفور له الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد حول حلّ الخلافات الإيرانية- الخليجية التي أطلقها في عام 2017.

وكان رئيس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد، الذي كان حينذاك وزيراً للخارجية، حمل رسالة من الأمير الراحل إلى المسؤولين الإيرانيين، تضمنت عدة مطالب وضمانات كانت تريدها الدول الخليجية قبل الدخول في أي حوار مع طهران.

وأوضح أن عراقجي اقترح أفكاراً تدمج بين مبادرة الشيخ صباح و«مبادرة هرمز للسلام»، التي عرضها الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2019، بعد أسبوع فقط من الهجوم الصاورخي على منشآت آرامكو السعودية، والذي اتُّهِمت طهران بالوقوف خلفه.

وتقترح خطة روحاني، التي أعلنت إيران أنها أرسلتها لدول الخليج، إشراكَ العراق في مفاوضات إقليمية للتوصل إلى «اتفاقات عدم اعتداء» بينها وبين دول الخليج العربية، و«إطلاق عمل جماعي لتأمين إمدادات الطاقة وحرية الملاحة في مضيق هرمز».

ولم يكشف المصدر تفاصيل المقترح الإيراني الجديد، وإذا ما كانت طهران مستعدة الآن لتلبية بعض المطالب الخليجية التي امتنعت عن تلبيتها في 2017.

وتأتي زيارة عراقجي للكويت بعد أيام من دعوة قطرية إلى حوار خليجي- إيراني، لقيت صدى إيجابياً في طهران. ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكثر من مرة إلى تلبية الدعوة القطرية، مؤكداً استعداد بلاده للحوار.

طهران - فرزاد قاسمي