مُتسائلٌ وهو المقيمُ الراحلُ

يَلقَى اليقينَ وشَكُّهُ متواصلُ

Ad

فكأنَّما أفكارُهُ في رأسِهِ

منذُ اقتفَى إدراكَهُ تتقاتلُ

مُتخاصِمٌ صَلصالُهُ، مُتصالحٌ

ووضوحُهُ بغُموضِهِ متداخلُ

أبدًا يُجرِّبُ ما يَراهُ مُناقِضًا

مَوروثَهُ، فهو الصِّراطُ المائلُ

لا يستقيمُ ولا يُقرِّرُ حالةً

حالاتُهُ مَعَهُ تَظلُّ تُحاولُ

بيروتُ تَشْغَفُهُ، وروما ترتقي

أعماقَهُ، وتُشِعُّ فيه بابلُ

قدْ شادَ أندلسًا لهُ غيرَ التي

تُرِكَتْ لهُ في مَسرحٍ يتضاءلُ

ولرُبَّما يخبو لِيُومِضَ بَرقُهُ

أعلى، ويبقى عَقلُهُ يتجادلُ

***

هوَ في الشتاءِ مُعتَّقٌ كقصيدةٍ

أو كالبيانو أيقظَتْهُ أناملُ

واسترسلتْ في عزفِها ونزيفِهِ

حتى تَنَاهَبَهُ التفاتٌ آفِلُ

وتَلاطمتْ أمواجُهُ بصُخورِهِ

وتَحضَّنَتْهُ من السماءِ رسائلُ

***

هل في اتِّساعِ البحرِ بحر ٌغيرُهُ؟

فأمامَ هذا البحرِ "بحرٌ كاملُ"

ووراءَهُ الصحراءُ تَدحو غيظَها

وإزاءَهُ تَحْني الرِّقابَ قبائلُ

وهو المُطِلُّ على المُسوخِ، وصوتُهُ

مُتَأهِّبُ .. وهو الأقلُّ - القائلُ:

يا أيُّهَا النُّوْتيُّ، أصْغِ هُنيهةً

فَحِيَالَ حَيْزُومِ السفينِ حَبائلُ !

سامي القريني