يترقب العالم المئة اليوم الأولى التي سترسم بها معالم السياستين الداخلية والخارجية للإدارة الأميركية الجديدة، فالولايات المتحدة هي اللاعب الأكبر في العالم والتفاعل معها ضروري ومنطقي.

في الخليج هناك قلق مشروع من موقف الإدارة، فالرئيس الجديد، كان نائباً للرئيس الأسبق باراك أوباما الذي وقعت إدارته اتفاقاً لا يطمئن دول مجلس التعاون تجاه المفاعل النووي الإيراني، والخوف من أن تعود الإدارة الجديدة للعمل بالاتفاق القديم نفسه مما يثير قلق هذه الدول، بالإضافة إلى الوجود الأميركي في المنطقة المرشح إلى الانتقال إلى وسط آسيا وشرقها لاعتبارات تتعلق بالتحدي الأميركي الصيني لقيادة العالم في الخمسين سنة المقبلة.

Ad

بتواضع أعتقد أن القلق الخليجي غير مبرر على الأقل في الجانب المتعلق بالنووي الإيراني، وأزيد أن الرئيس الجديد سيستفيد من مما حققه سلفه ترامب في الضغط على إيران من خلال الحرب الاقتصادية التي شنتها واشنطن على طهران، وسيحسن شروط التفاوض، وسيشرك دول المنطقة معها في المفاوضات الجديدة مع طهران، واللاءات السبع التي أطلقتها الإدارة الإيرانية في وجه المفاوضات الجديدة ما هي إلا مناورة لن تجد لها صدى في العالم الحقيقي، فطهران مختنقة في الداخل وأذرعها في المنطقة تعاني أيضا، وظاهرة رئيس الوزراء العراقي الجديد الكاظمي وأداؤه المتمرد نسبياً على طهران قد يتمدد لأماكن أخرى في عواصم تدين بالولاء لها.

انشغال الإدارة الجديدة بالوضع الداخلي للولايات المتحدة بسبب تداعيات جائحة كورونا، سيشغلها عن متابعة عملية السلام التي ساهمت فيها إدارة سلفه بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وكمواطن كويتي أتمنى أن يكون بلدي آخر من يقوم بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي لم يحترم أي تعهد سابق لأي دولة أقام معها اتفاقية، ولم يطبق ما يقارب الأربعين قراراً لمجلس الأمن منذ أواخر الأربعينيات عندما قامت العصابات الصهيونية باغتيال المبعوث الأممي في فلسطين المحتلة الكونت برنادت فولك في عام 1948 .

كمواطن خليجي أتمنى أن تستمر علاقتنا الوطيدة مع واشنطن، وأتمنى أيضا أن تدرك طهران أنها مطالبة بإرسال الفنانين والمفكرين والتجار وخبراء الكمبيوتر لدول مجلس التعاون، بدل إرسال الخلايا التخريبية والجواسيس والصواريخ، لأن هذا ما ينفعنا وينفعهم ويساهم في رسم مستقبل واعد بيننا.

فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.

قيس الأسطى