وسط شائعات حول صحة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي التي شغلت إيران والمهتمين بملفها في الأسابيع السابقة، كشف مصدر بـ«مجلس خبراء القيادة» أن صراعاً جديداً يستعر في كواليس المجلس حول خليفة خامنئي، الذي يبلغ 81 عاماً، أبطاله رئيسا الجمهورية حسن روحاني، ومجمع تشخيص مصلحة النظام صادق عاملي لاريجاني.

وقال مصدر، لـ «الجريدة»، إن خامنئي كان عيّن لجنة ثلاثية لاختيار خليفته في حال وفاته، من أعضاء مقربين منه في «مجلس خبراء القيادة» الهيئة التي تراقب عمل المرشد خلال حياته، وتتولى انتخاب مرشد جديد في حال وفاته.

Ad

وكانت اللجنة تضم آيات الله محمد تقي مصباح يزدي، ومحمد يزدي، وأحمد جنتي، لكن بعد رحيل الأول والثاني خلال الفترة الماضية، أصبحت هناك شكوك حول مدى قدرة جنتي، الرئيس الحالي للمجلس البالغ 95 عاماً، وحده على اختيار الرجل الذي سيقود النظام والبلاد عدة سنوات مقبلة.

ويرى كثيرون أن «خبراء القيادة» ومؤسسات أخرى قد تشهد انشقاقات وخلافات كبيرة تهدد النظام في حال وفاة خامنئي، ولذلك ينادي البعض بتعيين خليفة للمرشد قبل وفاته أو تعيين لجنة شورى تتولى القيادة في حال رحيله.

وأشار المصدر إلى أن خامنئي يعارض هذين المقترحين اللذين كانا من بنات أفكار الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، لكنه يوافق بدلاً من ذلك على تعيين بدلاء للفقيهين الراحلين من «مجلس الخبراء»، لإعادة تشكيل اللجنة الثلاثية.

وأكد المصدر أن روحاني ولاريجاني يتزعمان حالياً التيار المطالب بتعيين خليفة أو «لجنة شورى للقيادة» مقابل الاتجاه الأصولي الذي يتقدمه جنتي ورئيس السلطة القضائية إبراهيم رئيسي وأحمد خاتمي، والذي يدفع من أجل عقد اجتماع سريع بغضون أسبوعين مقبلين لاختيار بديلين للفقيهين الراحلين.

وانتشرت أخيراً لافتات بطهران والمدن الكبرى تدعو لانتخاب مجتبى خامنئي نجل المرشد الحالي خليفة لوالده، لكن الأجهزة الأمنية سارعت إلى جمعها. واتهم أصوليون الإصلاحيين بنشر اللافتات للإضرار بسمعة المرشد وابنه، إلا أن البعض فسروا الخطوة بأنها محاولة للضغط على خامنئي كي يقبل بتعيين خليفة.

طهران - فرزاد قاسمي