ما هو جنس الملائكة، ذكور أم إناث؟ وما صحة انعقاد المجلس في غياب الحكومة؟! لا فرق بين الموضوعين الآن، تحديداً في مثل ظرف الدولة المالي الحرج، وما جدوى هذا الجدل البيزنطي في قضية يبدو أن مواد الدستور متعارضة في فهمها، وكل واحد من المختلفين يغني على ليلاه؟! مادام هناك محكمة دستورية فلندعها تحسم هذا الجدل في دستور لم تكترث المسيرة السلطوية يوماً، سواء كانت من الحكومات أو المجالس النيابية المتعاقبة، لخرق أحكامه، عبر قوانين صادرت أهم الحريات التي نص عليها.

ما كنا نغض الطرف عنه في الماضي لا يصح السكوت عنه الآن، وما لم يكن موضع وعي واهتمام السلطة الحاكمة بالأمس، يجب أن يكون قضيتها الوحيدة اليوم، هي أزمة اقتصاد يترنح، وليست فقط أزمة مالية عابرة، وحكومة تصريف العاجل من الأمور لا يمكنها أن تهش ولا تنش في هذا الموضوع، مصطلح "العاجل من الأمور" حُدد معناه عندنا بصرف الرواتب أو نقل أو تعيين هذا أو ذاك في الجهاز الإداري، وحسب ما تطلبه ظروف المصلحة أو الواسطة.

Ad

السفينة الكويتية تغرق في محيط العجز السياسي، قبل أن تغوص في أعماقٍ مُظلمة للعجز الاقتصادي، وهي تبحر "سماري" من غير اكتراث من السلطة أو من أغلبية الجمهور الغارق في شؤونه اليومية... ما العمل مع هذه السلطة؟ متى تصحو من نومها؟! ألا تعرف أنه إذا فات الفوت ما ينفع الصوت؟ اصحي يا سلطة، واصحوا يا ناس.

حسن العيسى