من سيقرأ رأيهم ومن سيسمع لهم عند السلطة؟! أربعة من المهمومين بأزمة الاقتصاد والمال هم عبدالمجيد الشطي، وجاسم السعدون، وعباس المجرن، وعلي البدر، عرضت حصة المطيري تصوراتهم لمصيبة عجز الميزانية في عدد "الجريدة" أمس، لكن من سينصت لأي منهم عند جماعة الحكم؟!

يكاد يتفق الأربعة على "ضعف الإدارة الحكومية"، لكن لماذا هي ضعيفة! الإجابة هي ببساطة لأنها حكومة وحكومات من بداية عصر النفط ترفع وتمارس شعارات عائلية، عشائرية، قبلية فاسدة، عنوانها "إن حبتك عيني ما ضامك الدهر"، والأنظمة العشائرية التي تقوم على شراء واسترضاء الولاءات هي ما زالت في مرحلة الثقافة القبلية ولم تصل إلى وضع الدولة.

Ad

الشطي يقول إن اقترضنا اليوم لسداد الراتب دون تنمية إيرادات فسنظل في دائرة مغلقة شريرة تقودنا للخراب، عباس المجرن يقول لا حل الآن غير الاقتراض، السعدون يسأل كيف لنا أن نتحدث عن التخصيص وإقناع المجلس به، إذا كانت الحكومة عاجزة عن إقناع طفل فكيف يمكن لها أن تقنع أغلبية أعضاء مجلس وقفت ضدهم من البداية، وأن الحكومة قامت بإجراء غير دستوري وغير قانوني بأن قامت ببيع أصول من الاحتياطي العام واحتياطي الأجيال لتواجه متطلبات السيولة وهذا سحب غير مشروع.

يذكر جاسم السعدون أن دولاً مثل الصين وكوريا الجنوبية قامت تنميتها الكبيرة بداية على القطاع العام، لكن هذا القطاع منتج وكفؤ تحكمه قواعد ضبط وربط وحزم، ولا يوجد عندهم "طال عمرك مش هذه المعاملة... هذا ولد عمنا... هذا قريبي... أو ضبط هذه المناقصة على فلان من جماعتنا".

يعني في النهاية رجعنا على "الطير يللي" رجعنا على سيفوه، رجعنا على غطيني يا صفية، وعلى الفساد السياسي وشراء الولاءات، وما لم يتم بتر هذا الفساد بإرادة حازمة فغدكم أسود.... طبعاً أسود علينا وليس عليهم.

حسن العيسى