في مهمة تهدف لاستعراض القوة في مواجهة إيران وتعد الخامسة من نوعها في الآونة الأخيرة، حلقت قاذفتان أميركيتان من طراز "B52" فوق الأجواء الإسرائيلية باتجاه الخليج أمس.

ويأتي تحليق القاذفات النووية العملاقة في ظل توتر متزايد بالأيام الأخيرة من ولاية الرئيس دونالد ترامب الذي اعتمد سياسة "ضغوط قصوى" حيال طهران، وغداة تعزيز البيت الأبيض شراكة الإمارات والبحرين الأمنية مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى ضم إسرائيل للقيادة المركزية الوسطى "سنتكوم" بهدف تعزيز الجبهة التي تمخضت عن اتفاقيات إبراهام للسلام بمواجهة إيران وحلفائها.

Ad

وسبق أن أعلنت القيادة المركزية الأميركية، بالشهر الأخير، تحليق قاذفات "بي 52" والتي تعرف باسم "ستراتوفورترس" في سماء الشرق الأوسط بهدف ردع أي عدوان.

وأضافت، في بيان، أن نشر القاذفتين يوجه رسالة واضحة ورادعة إلى كل من ينوي إلحاق الأذى بالأميركيين أو مصالحهم.

وتوجد حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في مياه الخليج منذ نهاية نوفمبر الماضي.

استنفار إيراني

في المقابل، أكدت السلطات الإيرانية أنها تختبر صواريخ بعيدة المدى وتؤكد الاستنفار حتى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، الأربعاء المقبل، في حين واصلت طهران اختبار صواريخ بالستية سقط بعضها بالقرب من حاملة طائرات أميركية.

ونقلت شبكة "فوكس نيوز" عن مسؤولين أميركيين أن صواريخ إيرانية بعيدة المدى سقطت على بعد 100 ميل من حاملة الطائرات الأميركية نيميتز، وأن صاروخا واحدا على الأقل سقط على بعد 20 ميلا من سفينة تجارية في المحيط الهندي.

وحدث ذلك خلال اختبار "الحرس الثوري" صواريخ بالستية أطلقت من منطقة صحراوية لإصابة أهداف بحرية في خليج عُمان والمحيط الهندي.

وأفاد "الحرس الثوري" في بيان له، أن صواريخ من فئات مختلفة استهدفت نماذج من "سفن العدو"، ودمرتها من مسافة 1800 كلم.

وكان "الحرس" أعلن يوم الجمعة الماضي بدء المرحلة الأولى من مناورات "الرسول الأعظم 15" التي تم خلالها استخدام طائرات مسيّرة لاستهداف منظومات دفاع صاروخية، وإطلاق "جيل جديد" من صواريخ بالستية من طراز "ذو الفقار، وزلزال، ودزفول".

وأكد أن الصواريخ "مزودة برؤوس حربية منفصلة، وبالإمكان توجيهها من الجو، كما أنها قادرة على اختراق دفاعات العدو المضادة للصواريخ".

وخلال المناورات الصاروخية، قال قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي، إن قوات بلاده قادرة على تدمير حاملات الطائرات عبر استهدافها بشكل مباشر، وإن هذا جزء من الاستراتيجية الدفاعية.

وأضاف سلامي: "يمكننا الآن أن نضرب أهدافا متحركة في المحيط" بدلا من الاعتماد على صواريخ كروز الاعتيادية المنخفضة السرعة.

ويأتي التصعيد العسكري في وقت تناور السلطات الإيرانية بملفها النووي، وترفض إخضاع برنامجها لتطوير الصواريخ البالستية لمفاوضات مرتقبة مع الدول الغربية وبايدن، بهدف إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب عام 2018.

ورفضت منظمة الطاقة الذرية التعنيف الذي أعربت عنه الترويكا الأوروبية تجاه قرار الجمهورية الإسلامية إنتاج وقود يعتمد على معدن اليورانيوم أمس الأول.

وأكدت أن إنتاج معدن اليورانيوم مسألة منفصلة بالكامل عن إنتاج الوقود المتطور. واعتبرت أن تصنيعه ورد في قانون المبادرة الاستراتيجية التي أقرها البرلمان الإيراني بهدف الضغط على الدول الغربية لرفع العقوبات التي فرضها ترامب، وأغرقت الاقتصاد الإيراني في الركود.

وفي وقت سابق شدد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على ضرورة الترتيب لعودة إيران والولايات المتحدة للاتفاق النووي، الذي يقيد أنشطة طهران لمنعها من تطوير قنبلة ذرية.

وأشار لودريان، في الوقت نفسه، إلى أن "إحياء الاتفاق النووي لا يكفي"، معتبراً أنه لا بد من محادثات جدية مع طهران بشأن صواريخها البالستية، وأنشطتها الإقليمية، متهماً إيران بـ "العمل على بناء قدرات نووية".

وكانت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد أعربت عن قلقها إزاء إعلان طهران استعدادها لإنتاج معدن اليورانيوم. وشدد بيان الدول الثلاث على أن إنتاج إيران معدن اليورانيوم "لا يتمتع بمصداقية مدنية وله آثار عسكرية خطيرة".

ولاحقاً، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الدول الأوروبية التي رفضت ضغوط ترامب لإنهاء الاتفاق النووي بأنها "لم تفعل شيئا" من أجل انقاذ المعاهدة التي أبرمت عام 2015.

وقال ظريف إن طهران هي التي حافظت وحدها على الاتفاق النووي وليست الدول الأوروبية الثلاث.

على صعيد منفصل، كشفت ملفات صوتية حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال" المعارضة، ونشرتها أمس، عن تورط امرأة والسفارة الإيرانية في العاصمة الرومانية بوخارست، في قضية تصفية واغتيال القاضي الإيراني غلام رضا منصوري المتهم بقضايا فساد مالي.

ومنصوري، الذي فر من إيران إلى ألمانيا وبعدها عاد إلى رومانيا، تم العثور على جثته في يونيو 2020 في فندق بالعاصمة بوخارست، بعد اتهامه بتلقي رشاوى وصلت إلى 500 ألف يورو.

من جهة أخرى، سلّم العراق، أمس، لإيران رفات 55 من جنودها الذين قتلوا خلال الحرب بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي.