لم يكن ينقص الوضع الكارثي الصحي في لبنان نتيجة التفشي الجنوني لفيروس "كورونا" على أراضيه سوى الانضمام إلى نادي الدول، التي تعلن ظهور سلالة جديدة من الفيروس.

وكشف الاختصاصي في الأمراض الجرثومية عضو اللجنة العلمية في وزارة الصحة، د. جاك مخباط، أن "في لبنان، فيروس كورونا لم يعد كما كان في السابق، فالفحوص الأخيرة التي أجريت بناءً على طلب وزارة الصحة بيّنت تغيراً في بعض النتائج، ما يدل على سلالة جديدة لم نبرهن بعد ما هي لذلك، اتخذ القرار بفحص السلالة في الخارج".

Ad

جاء كلام مخباط بعدما كشف عضو لجنة الصحة البرلمانية النائب علي المقداد عن "ظهور نوع مستجد من الفيروس بالبلاد، تكمن خطورته في أنه أسرع انتشاراً"، مما يفسر ازدياد عدد الإصابات خلال الأيام الماضية بشكل كبير إضافة إلى ارتفاع "مؤشر الإماتة "حيث سجّل أمس الأول 44 ضحية، ليرتفع عدد الوفيات، قبل انتهاء الأسبوع إلى 175. وكان لافتا خلال اليومين الماضيين وفاة عدد من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الـ 40 و60 سنة مما أثار الذعر في الشارع اللبناني، وانعكس التزاماً شبه تام بالإقفال العام في مختلف المناطق.

وترافق الإعلان مع انتشار السلالة الجديدة مع سيناريو انهيار النظام الصحي الذي استنفد قدراته الاستيعابية، مع ازدياد الحالات بشكل عام إذ بلغت أمس الأول 6154 إصابة. وفيما الإصابات بالآلاف وأرقام الوفيات بالفيروس تحلّق، تحرك مجلس النواب أخيراً وخطا الخطوة الأولى لتسهيل وصول اللقاحات الى اللبنانيين، إذ عقد أمس الأول جلسة لأقر خلالها اقتراح القانون المعجل المكرر المخصص للحصول على اللقاح المضاد للفيروس.

ومعلوم أن قانون الاستحصال على اللقاحات يرفع المسؤولية عن الشركات المصنعة للقاحات، في حال سجل أحد متلقي اللقاح عوارض جانبية، وهو ما كانت طالبت به الشركات، على رأسها "فايزر"، لحماية نفسها من الملاحقة القانونية مستقبلاَ، على أن يبدأ التسليم في الأسبوع الثاني من شهر فبراير.

ويأتي كل ذلك في وقت ينتظر اللبنانيون مساعي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لتأمين اللقاح بعدما ذكرت تقارير إعلامية انه يعمل على نيل موافقة أولية تسمح للبنان بالحصول على نحو مليون جرعة من اللقاح الصيني خلال اسابيع مجاناً وفي سياق البرنامج الوطني للقاح لكن مصادر تيار "المستقبل" نفت علمها بهذه الخطوة، مشيرة إلى أن "طرح الموضوع إعلامياً بهذا الشكل إثارة قد يكون هدفه إغراق الحريري في فخ تأمين اللقاح على أن يتم تصويره في موقع العاجز في حال فشله".

بيروت - الجريدة