نفى مصدر رفيع المستوى في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، مزاعم وجود مواد تُستخدم في البرنامج النووي الإيراني بسورية، بعد إعلان مسؤول استخباراتي أميركي أن بلاده نسقت المعلومات مع إسرائيل، لاستهداف مواقع تخزين هذه المواد في الغارة الأخيرة على طريق إمداد أساسي لإيران، على الحدود السورية - العراقية.

وأوضح المصدر أن بعض المخازن، التي قامت إسرائيل بقصفها أمس الأول، كانت تحتوي على قطع ومحركات لصواريخ، وطائرات دون طيار، كان من المتوقع تجميعها في سورية، إضافة إلى وقود جامد يتم استخدامه في الصواريخ المتوسطة المدى، وقد دمرت بالكامل في الهجوم، كاشفاً أن بعض المخازن، التي قُصفت، كانت تضم «رؤوساً حربية متوازية التفجير».

Ad

وشرح أن «هذه الرؤوس لها استخدام مزدوج، فإذا كان أي بلد يريد تصنيع قنبلة أو صاروخ نووي يجب أن يكون لديه القدرة على إحداث تفجير متوازٍ لعدة رؤوس في آن واحد، ولهذا فإنه يمكن استعمالها لتفجير صاروخ عادي أو نووي»، مشدداً على أن «هذه الرؤوس يمكن استخدامها في الصواريخ العادية أو تركيبها على طائرات دون طيار، ولا يقتصر استخدامها على النووي».

وأضاف أنه تم نقل هذه الرؤوس وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية قبل الهجوم بأيام قليلة، بعد زيارة خاطفة لقائد «فيلق القدس» اللواء إسماعيل قآني قام بها إلى سورية ولبنان والعراق، وانفردت «الجريدة» بكشفها.

وحسب تقرير «الجريدة»، أعقبت زيارةُ قآني تلقي طهران تحذيرات من فريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بأن الإدارة الحالية مصممة على توجيه ضربة لإيران أو لحلفائها في سورية أو العراق أو لبنان. وأوضح أن قيام إيران سابقاً بدراسة وتجربة كيفية إجراء تفجير متواز لعدة رؤوس كان أحد مواضيع الخلاف، التي قامت منظمة الطاقة الذرية الدولية بمساءلة إيران حولها في عام 2010، وكان موضوع جدل على طاولة المفاوضات مع مجموعة الـ1+5، وتم إقفال الملف على أساس أن طهران قامت بهذه التفجيرات لاستخدامها في التنقيب عن المعادن، لا لصناعة رؤوس قادرة على حمل سلاح النووي.

وفي تقريرها عن الضربة، قالت صحيفة «هآرتس» إن الهجوم الإسرائيلي وقع على خلفية تثبيت إيران لقواتها على الحدود السورية - العراقية، بعد تزايد الغارات الجوية الإسرائيلية قرب دمشق.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول استخباراتي إسرائيلي أن إيران «أجرت تقييماً للأضرار، بعد أن أدركت أنها ستواجه صعوبة في العمل بأماكن قريبة على الحدود الإسرائيلية، وأعادت تموضعها غرب العراق».

وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن إيران «نقلت إلى تلك المنطقة صواريخ يمكن أن تصيب أي مكان في الأراضي الإسرائيلية، وتستطيع نقلها عبر طرق التهريب إلى مواقع أقرب»، مؤكداً أن إيران «تنشئ نظام طائرات بدون طيار، وصواريخ كروز، وصناعات عسكرية لا تستطيع إنشاءها في دمشق».

في سياق متصل، وبعد أيام من نشر الجيش الإسرائيلي بطاريات صواريخ «باتريوت» و«القبة الحديدة» في منطقة إيلات على ساحل البحر الأحمر، كشف تقرير لمجلة «نيوزويك» أن إيران تمكنت من إقامة قاعدة طائرات انتحارية مسيرة «درون» بمناطق سيطرة الحوثيين في اليمن أخيراً.

وقالت المجلة الأميركية إن مدى تلك الطائرات، التي تحمل مواد متفجرة ذات قدرة تدميرية عالية، يصل إلى نحو 2000 كيلومتر، وهي قادرة على ضرب أهداف في عمق البلدات الإسرائيلية ومنح الإيرانيين مجالاً للمناورة والإنكار.

وكشفت عن صور تم التقاطها بالأقمار الصناعية توثق وجود طائرات إيرانية دون طيار من نوع «شهد 136»، في محافظة الجوف بمعقل جماعة «أنصار الله» المسيطرة على العاصمة صنعاء.

ومع احتمال تحول اليمن إلى ساحة جديدة للمواجهة بين إسرائيل وإيران، كشف موقع «واللا» الاستخباراتي أن تل أبيب تسعى للحيلولة دون أن يحدث الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تحولات بشكل كبير في السياسة الأميركية تجاه اليمن.

ونقل الموقع عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إن الدولة العبرية تنوي تشجيع الإدارة الأميركية الجديدة على التأكد من أن تغيير سياساتها لن يؤدي إلى تعميق النفوذ الإيراني في البلد العربي، وألا يعرض التعاون الإقليمي بين إسرائيل وبعض دول المنطقة إلى الخطر.

ولفت إلى أن تل أبيب تقوم أخيراً بتخصيص اهتمام خاص باليمن، بسبب المخاوف من الاعتداء على السفن الإسرائيلية، التي تمر من البحر الأحمر بالقرب من الشواطئ اليمنية، ومن التأثيرات السلبية للتموضع الإيراني في اليمن على بعض الدول الإقليمية.

في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر مشترك في موسكو مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، إن بلاده «تتفهم مخاوف السعودية بشأن برنامج إيران الصاروخي، وتصرفاتها في بعض دول المنطقة»، بينما شن الوزير السعودي هجوماً لاذعاً على طهران من العاصمة الروسية.

طهران- فرزاد قاسمي