كثيراً ما تتغيّر نصائح التغذية بسبب اختلاف آراء الخبراء، ووسط المصلحة الذاتية لشركات المواد الغذائية وتسويات المنظمين الحكوميين. ومع ذلك فإن المبادئ الغذائية الأساسية ليست موضوع خلاف: تناول كميات أقلّ، اشرب كميات كبيرة من المياه، تحرّك أكثر، اجعل طعامك من الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، وتجنّب الوجبات السريعة إلى أقصى حدّ. ومن المفارقات أن هذه النصائح لم تتغيّر عبر السنوات، وتبقى بعض الجوانب الأخرى لكنها أقلّ أهمية.

Ad

المدخل الصحيح

جمعت محررة الكتاب جانين سوانسون عددا من مقالات الاختصاصيين حول ما تعتقد أنه يلخص أسلوب حياة صحيّ، بالإضافة الى توضيح بعض العقبات المشتركة التي تواجهنا في أثناء محاولة تحقيق ذلك. فهي تناقش في ثنايا النصوص ما يتعلق بنظام الغذاء الصحي، وفعالية الفيتامينات والمكملات الغذائية، وفوائد ممارسة الرياضة، وأهمية مواجهة الإجهاد العقلي. وبما أن السمنة مسألة لا يمكن تجاهلها، إذ تتزايد بمعدلات وبانية في شتى أنحاء العالم، فقد خصّصت فصلاً كاملاً لهذا الموضوع.

وعلى الرغم من أن نمط الحياة يمكن أن يشمل العديد من الأمراض، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب، فإنها اختارت التركيز على مرض السكري وحده في فصل واحد، لأنه يزداد أيضاً بسرعة كبيرة.

القسم الأول

قد يناقش البعض أن النظام الغذائي هو حجر الزاوية للحياة الصحية، لذا قدّمت ضمن هذا الطرح مقالاً لخبيرة التغذية العالمية ماريون تستله التي تلخص ما يعنيه تناول الطعام بشكل صحيح تحت عنوان «الأمل البسيط». وتلت هذا المقال دراسة مشوّقة عن شرب 8 أكواب من المياه يوميًّا، فهل يحتاج الجميع حقاً إلى هذه الكمية للحفاظ على كمية المياه في أجسامهم؟ وينتقل البحث إلى حقل آخر يبحث عمّا إذا كانت الكربوهيدرات المعالجة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسُّمنة ومرض السكري وأمراض القلب أكثر من الدهون؟ وينتهي هذا القسم بسؤال عن مدى صحة الأساليب الحديثة لحفظ اللحوم وطهيها.

القسم الثاني

يبحث القسم الثاني عمّا إن كانت مكمّلات الفيتامينات والأعشاب تحسّن الصحة أم لا، فتلقي كاثرين هارمون نظرة فاحصة على كيفية قيام موظفي المبيعات من خلال جهلهم بالدعاية وتوزيع النصائح الخطيرة والادعاءات الكاذبة التي تمليها عليهم الشركات المصنّعة.

وفي هذا القسم أيضاً دراسة عن أسطورة مضادات الأكسدة التي يحتمل أن تقوم بإبطاء التلف الذي يتسبّب في الشيخوخة.

القسم الثالث

تشكل البدانة موضوع القسم الثالث، حيث تتنازع الشكوك والادعاء بأن البدانة هي نقيض الصحة، لكن الأدلة العلمية لا تظهر أن السُّمنة ستبلغ مستويات وبائية. وفي مقال: «السُّمنة تفوق الجوع في أرجاء العالم» يجري ستيف ميرسكي مقابلة مع عالم الأوبئة باري بويكين الذي يناقش حقيقة أن السمنة متنامية في البلدان النامية. بينما يتساءل اختصاصي آخر في مقالة «وباء مبالغ فيه» عن إفادة الحرب على الدهون وهل يمكن أن تكون الدهون صالحة؟

وعلى الرغم من أنَّ السمنة قد لا تسبّب مرض السكري، والعكس صحيح، فقد حدثت عالميًا زيادة في مدى انتشارهما. وتقول الإحصاءات أن مرض السكري يسبّب لصاحبه خسارة في العمر تتراوح بين سنتين وخمس سنوات.

القسم الرابع

في هذا القسم يجري البحث عن العلاقة بين الالتهاب ومرضى السكري، فقد لاحظ العلماء أن لدى غالبية الأشخاص المصابين بمرض السكري استجابات مفرطة تجعل أجسامهم حافلة بالكيماويات الالتهابية.

وفي مقال آخر، تبيّن من خلال الاختبارات أنّ هناك مخاطر أخرى غير العوامل الوراثية تسهم في تنمية داء السكري، وتعود الى المكوّنات البيئية التي يصادفها الناس طوال حياتهم.

القسم الخامس

يبحث القسم الخامس في موضوعات المشروبات والدخان والأدوية الموصوفة طبيًا، وهي المواد التي تسبب الإدمان عادةً، والتي تشكل تهديدات صحية خطيرة، وكم من النجوم قد ماتوا بسبب تعاطيهم المفرط للعقاقير، وهي أدوية تشمل عادةً مسكنات الألم والمهدئات والمنشطات، وتترافق أحياناً مع الكحول. أما أولئك الذين يتعاطونها للحصول على النشوة، كما يدّعون، فإنّ قسمًا كبيراً منهم لا يمكنهم لاحقاً التوقف عن استخدامها.

وفي دراسة «علاج الإدمان ذاتياً»، تبيَن أنّ الكثير من المدمنين تمكنوا بواسطة «التغيير الذاتي» من التعافي والتغلب على مشكلة الشرب والأنواع الأخرى من الإدمان. وينتهي هذا القسم بكيفية «التعلق من اللفافة الأولى» لأن النيكوتين يغيّر في الدماغ انطلاقاً من السيجارة الأولى، وهكذا يصبح من السهل الوقوع في الإدمان.

كما يتحدّث أيضاً عن التخلص من هذه العادة من وجهة نظر علم الأعصاب.

القسم السادس

يناقش هذا القسم قوة التمارين الرياضية ذات الفواصل الزمنية القصيرة ومقدار حرقها السعرات الحرارية، وأسباب نشوة العدّائين، والإثبات أن الضحك فعّال ويمكن أن يحقّق الفوائد الصحية نفسها التي تحققها التمارين الرياضية، كما أنه يخفض ضغط الدم ويعدّل هرمونات الشهيّة.

ويبرز في هذا المجال سؤال: هل البقاء نشيطاً يجعلك أكثر صحة حقاً؟ والجواب أن الدراسات قد أظهرت أن الأشخاص الذين يمارسون التمارين الرياضية يعيشون في المتوسط أطول من ثلاث الى سبع سنوات مقارنةً بالأشخاص الذين يقتصر نشاطهم على مشاهدة التلفاز.

القسم السابع

وفي الختمام يستعرض القسم السابع مشكلات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب. إضافة الى مقالات حول كيفية «التأمل في هذا البرد، ومنفعة الانضمام الى مجموعات الحدّ من التوتر وتعزيز الصحة.

إن اتخاذ الخيارات المستنيرة، سواء في الطعام الذي تتناوله، أو مكان إقامتك، أم وزنك المثالي، أو طريقة تجنّب الاكتئاب، هو مفتاح العيش بصحة موفورة، وبالتالي حياة أكثر سعادة.

بيروت - سليمى شاهين