دعا حزب «الكتائب اللبنانية» وبعض الأحزاب والمجموعات المدنية، خلال اجتماعهم، أمس، الى استدعاء السفير الإيراني في لبنان، واستيضاحه رسمياً عن موقف بلاده من سيادة واستقلال لبنان، بعد التصريحات التي قائد القوات الجوية للحرس الثوري الايراني اللواء علي حاجي زاده واعتبر فيها أن صواريخ حزب الله في لبنان خط مواجهة أمامي لبلاده مع إسرائيل.

واعتبر الحزب، في بيان، أن «الموقف الإيراني عن توظيف الصواريخ التي أدخلت الى لبنان وتسخير البلد خط دفاع أول عن أهدافه إثبات للحقيقة المرة، أن لبنان واللبنانيين رهينة بيد إيران»، مضيفاً أن استدعاء سفير طهران «ضرورة سيادية لرفع الأذى عن البلد». ورأى الحزب أن «الرئاسة والحكومة ومجلس النواب لا تعدو كونها شاهد زور يغطي الانهيار ووضع اليد على لبنان»، معتبراً أن حزب الله بات «الحارس لموجات الاستفزاز اليومية التي تبدأ بنشر صور وتماثيل لقاسم سليماني على طرق لبنان ولا تنتهي بحملات التشهير الممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تزيد من انقسام اللبنانيين وتجذبهم أكثر إلى خطاب الكراهية ولغة الحرب والتقسيم».

Ad

في موازاة ذلك، كان هناك ترددات في بيروت لبند في البيان الختامي لقمة العلا الخليجية، أشاد بالدول التي صنفت حزب الله منظمة إرهابية.

وقالت مصادر سياسية متابعة، أمس، إنه «يمكن القول بعد القمة، أن زمن هذه الليونة انتهى، وأن المرحلة المقبلة ستكون لتشدد إضافي وأوسع عربي وخليجي في التعاطي مع حزب الله».

وأشارت المصادر إلى أن هذا الموقف الوارد في البيان الختامي للقمة جاء بالإجماع والتقى عليه أهل البيت الخليجي كلهم، بمن فيهم قطر، التي دائماً اعتبرت أكثر مرونة مع إيران وفصائلها في المنطقة.

في سياق متصل، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أمس، أنه «لو كانت السلطة الحالية في لبنان جادة في الحد الأدنى بالعمل على إخراج الشعب اللبناني من محنته الحالية لكانت سارعت أوّلاً بأول إلى إعادة ترتيب العلاقات اللبنانية ــ الخليجية، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود؟».

ولفت جعجع إلى أن «المصالحة الخليجية التي تمّت في قمة العلا تشكل مكسباً لدول مجلس التعاون الخليجي ولكل الدول العربية وبالأخص للبنان الذي كان يلجأ في محنه إلى دول الخليج التي كانت تهب لمساعدته دائماً».

على مستوى آخر، مع دخول لبنان الإقفال العام، اليوم، في محاولة رابعة لكبح التفشي الجنوني لفيروس «كورونا» عادت السجالات السياسية لتطفو إلى السطح من جديد دون بروز مؤشرات جدية تشير إلى تغير في سلوك الطبقة السياسية لانتشال لبنان من أزمته الصحية والاقتصادية والسياسية.

واستحضرت خلال الساعات الماضية «الوطاويط» إلى الواجهة مع دعوة تكتل «لبنان القوي» رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى «تحملّ مسؤولياته والقيام بواجباته الوطنية والدستورية فيتوقف عن إستهلاك الوقت ويعود من السفر، لينكبّ على ما هو مطلوب منه، وعدم اختلاق العراقيل الداخلية لإخفاء الأسباب الحقيقية وراء تأخير عملية التشكيل».

وعلى الفور رد الحريري في بيان قائلاً، إن «تكتل لبنان القوي يعود إلى سياسته المفضلة، بتحميل الآخرين مسؤولية العراقيل التي يصطنعها عن سابق تصور وتصميم».

وأضاف: «فات التكتل ورئيسه (النائب جبران باسيل) أن الرئيس المكلف قام بواجباته الوطنية والدستورية على أكمل وجه. وقدم لرئيس الجمهورية تشكيلة حكومية من اختصاصيين غير حزبيين، مشهود لهم بالكفاءة والنجاح. وهي تنتظر انتهاء رئيس الجمهورية من دراستها».

ودخل البطريرك المارني مار بشارة بطرس الراعي على خط السجال الحكومي ووجد نداء، أمس، الى رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف طالباً منهما «لقاء وجدانياً، لقاء مصالحة شخصية، لقاء مسؤولاً عن انتشال البلاد من قعر الانهيار، بتشكيل حكومة إنقاذ بعيدة ومحررة من التجاذبات السياسية والحزبية، ومن المحاصصات».

الجريدة - بيروت