أول العمود:

لا يزال كورونا يعبث فينا: الكمامة والمطهرات أصبحت عادة، أعياد جميع الديانات انطفأت، التطعيمات بدأت، وتحوُّر الفيروس بدأ والخوف مستمر.

Ad

***

عمر الشيخ ناصر صباح الأحمد في العمل الرسمي للدولة كعمر زهرة النوير الشتوية، قصير، لكن هذه الومضة التي ظهر بها تحت الضوء أوصلت لنا رسالة مختصرة جداً للكويت، مفادها شيئان: الأمن والاستمرار.

في ظني أن هذا الرجل قد استوعب بشكل جيد جهد شخصين، الأول الشيخ مبارك الكبير (الأمن)، والشيخ عبدالله السالم (الاستمرار)، وحاول عبر فكر هذين الحاكمين أن يختط طريقاً (طريق الحرير) يدعم منهجيهما المتوائمين واللذين تحتاجهما الكويت كدولة للحفاظ على عقيدتها المؤسسة على السلام ونبذ العنف.

هناك جانب رائع وراء رحيل الشيخ ناصر- إذا تجاوزنا الحزن عليه يرحمه الله– فقد أوقد مشعلاً مضيئاً من خلال توزيره القصير جداً، خلاصته أن الإصلاح طريق النجاة، وأن المجاملات ليست في مصلحة البناء، وهذا هو مختصر (ملف الدفاع) الذي أثاره بشجاعة.

خلاصة حياة ناصر السياسية لنا جميعاً: الشجاعة في الإصلاح، والمضي في طرح الأفكار الجريئة التي تلحقنا بتطورات العالم البشري.

هناك نقطة أخيرة في حياة هذا المواطن الرائع، وهي أنه من خلال مجموعته الأثرية النفيسة استطاع وحرمه الشيخة حصة الصباح أن يضيفا صورة رائعة لنكهة الكويت وعقيدتها وجذورها، وهي التقارب مع الشعوب والرغبة في ولوج طريق الحضارة العالمية من خلال الجهد الثقافي والفني والأثري الرائد لكنوز "مجموعة الصباح الأثرية"، ودورهما في تسيير أعمال دار الآثار الإسلامية.

هذا هو طريق الراحل، وهذا هو الدرس المستفاد من غيابه في زمن مضطرب، فأجراس الإنذار فيه كثيرة، فمن يريد أن يسلك درب ناصر؟

مظفّر عبدالله