في سيناريو يعيد شبح الإغلاق مجدّداً ويُذكّر بالإجراءات الدولية التي بدأت قبل نحو عام، عندما تفشّى فيروس «كورونا» المستجد المُسبّب لمرض «كوفيد 19» في ووهان الصينية، وبعد القيود الدولية على الطيران إلى بريطانيا وإغلاق 3 دول خليجية بينها الكويت حدودها بالكامل، بدأ الحديث عن عودة الإغلاق العام، في محاولة لمنع تفشّي السلالة الجديدة، في حين تحاول الشركات المصنعة للقاحات المضادة للوباء، التكيّف مع هذا التغير.

Ad

إجراءات جديدة

وفي المغرب، قرّرت الحكومة أمس، فرض حظر تجول ليلي على الصعيد الوطني لمدة 3 أسابيع، مع تشديد الإجراءات الاحترازية للتصدي للوباء.

وفي تل أبيب، اعتبر كبار المسؤولين في وزارة الصحة، أمس، أنه لا مفر من فرض إغلاق شامل ثالث.

وأعلنت برلين التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي تمديد إغلاق الحدود مع بريطانيا وجنوب إفريقيا حتى 6 يناير، بينما سعى الاتحاد الأوروبي لتنسيق التدابير المتخذة من جانب الدول الأعضاء فيه لمنع انتشار السلالة الجديدة من «كورونا»، رغم أن فرنسا وألمانيا قدرتا وجود إصابات بالنوع الجديد وكذلك رصدت إصابات فيه في بلجيكا وإيطاليا وهولندا والدنمارك.

وأوصت المفوضية الأوروبية بإلغاء الحظر الشامل على الرحلات الجوية وحركة القطارات مع بريطانيا، خلال الأيام الماضية، والسماح بالسفر الضروري وتجنب عرقلة سلاسل الإمداد.

وتدرس لندن، ضمن الحلول المطروحة، اقتراح إخضاع سائقي الشاحنات لفحوص "كورونا"، وذلك خلال مناقشات مع السلطات الفرنسية لفتح الحدود وللسماح باستئناف حركة الشحن المتوقفة.

من ناحيته، أعلن العراق منع السفر إلى كل من ​بريطانيا​، ​وجنوب إفريقيا​، وأستراليا​، و​الدانمارك​، و​هولندا​، و​بلجيكا​، ​وإيران​، و​اليابان​، ومنع دخول الوافدين منها باستثناء العراقيين، وإلزامهم بالحجر الإجباري لمدة 14 يوماً في أماكن مخصصة لحين ثبوت عدم إصابتهم بالمرض بفحصهم بـ PCR لمدة أسبوعين، ولحين وضوح الوضع الصحي العالمي والإقليمي لانتشار السلالة الجديدة.

وأمرت الحكومة بإغلاق المرافق الاجتماعية أسبوعين وغلق جميع المنافذ الحدودية البرية، إلا للحالات الطارئة.

وأغلقت أوزبكستان حدودها أمام مواطني 8 دول، بينها بريطانيا، وأمام كل من زار هذه الدول في الآونة الأخيرة

إصابات

ومساء أمس الأول، كشف وزير الصحة العماني أحمد بن محمد السعيدي عن إجراء دراسة للتأكد من 4 حالات قد تكون مصابة بالسلالة الجديدة، جميعها قادمة من بريطانيا. وفي برلين، قال رئيس «معهد روبرت كوخ للأمراض المعدية» أمس، لوثر فيلر، إن من المرجح جدا أن يكون أحدث تحور للفيروس موجوداً كذلك في ألمانيا، رغم إشارته إلى أن البيانات لم تظهر وجوده بعد. وأضاف فيلر أن ما يعزز اعتقاده بوجود مصابين بهذه السلالة هو اكتشافها للمرة الأولى في بريطانيا في سبتمبر الماضي وإثبات انتقالها إلى هولندا والدنمارك.

تطمينات... ولكن!

وتبنت منظمة الصحة العالمية لهجة مطمئنة مؤكدةً أن السلالة الجديدة «ليست خارج السيطرة»، كما قال الأحد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك مما دفع عشرات الدول إلى تعليق الرحلات القادمة من بريطانيا.

كذلك اعتبر المستشار الرئيسي لبرنامج الإدارة الأميركية لتطوير اللقاحات منصف السلاوي، «ألا دليل قاطعاً على أنّ هذا الفيروس هو في الواقع أكثر قابلية للانتقال، لكن هناك دليل واضح على وجود المزيد منه بين السكان».

لكن علماء في لندن قالوا، إن السلالة الجديدة تحمل طفرات قد تعني أن الأطفال معرضون للإصابة بها السلالة مثل الكبار، خلافاً للسلالات السابقة للفيروس.

واعتبر نيل فرغسون، أستاذ وعالم الأوبئة والأمراض المعدية في «لندن إمبريال كوليدج» وعضو «المجموعة الاستشارية للتهديدات الفيروسية الجديدة والناشئة للجهاز التنفسي» الحكومية البريطانية «هناك إشارة إلى أن لديها ميلاً أعلى لإصابة الأطفال». وأضاف: «لم نثبت أي نوع من السببية بخصوص ذلك، لكن يمكننا رؤية ذلك في البيانات، ولا نزال بحاجة إلى جمع مزيد من البيانات لنرى كيف تتصرف».

وقالت ويندي باركلي، وهي أستاذة أخرى في المجموعة الاستشارية ومتخصصة في علم الفيروسات في «لندن إمبريال كوليدج»، إن من بين الطفرات في السلالة الجديدة تغيرات في طريقة دخولها الخلايا البشرية التي قد تعني «أن الأطفال، ربما يكونون معرضين كذلك للإصابة بهذا الفيروس مثل البالغين». وتابعت: «بالتالي، من المتوقع أن نرى إصابة عدد أكبر من الأطفال».

«بيونتيك»

في المقابل، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة «بيونتيك» الألمانية أوغور شاهين، أن شركته التي طوّرت مع شركة «فايزر» الأميركية أول لقاح ضد «كوفيد 19» تم ترخيصه في العالم، هو قادر «تقنياً» على توفير لقاح جديد «خلال 6 أسابيع» في حال تحوّل الفيروس كما حصل في بريطانيا.

وأضاف في مؤتمر صحافي في مدينة ماينز الألمانية غداة إعطاء السلطات الأوروبية الضوء الأخضر لتوزيع اللقاح في الاتحاد الأوروبي، «في المبدأ جمال تقنية الحمض الريبي النووي المرسال يكمن في أن بإمكاننا البدء مباشرة بتصميم لقاح يحاكي تماماً التحوّل الجديد» للفيروس.

لكنه أكد أنه «من المرجّح كثيراً» أن يكون اللقاح الحالي فعّالاً ضد السلالة الجديدة التي رُصدت في بريطانيا»، وهي أكثر قدرةً على التفشي وتثير الخشية من ارتفاع حاد في عدد الإصابات.

وأضاف العالم، وهو أحد مؤسسي مختبر «بيونتيك» مع زوجته أوزلم توريسي، أنه «تقنياً من المرجح جداً أن تتمكن الاستجابة المناعية التي يثيرها اللقاح أيضاً من التعامل مع السلالة الجديدة من الفيروس».

وبرّر تفاؤله بواقع أن اللقاح الذي طوّره مع شريكته «فايزر» سيكون فعّالاً لأنه «يتضمن أكثر من ألف حمض أميني وقد تحوّلت 9 من بينها فقط، ما يعني أن 99 في المئة من البروتين لا تزال نفسها». وأشار إلى أنه يُفترض أن ينشر «بيونتيك» نتائج تجاربه على السلاسة الجديدة من سارس كوف 2 في غضون أسبوعين».

إلى ذلك، ذكرت شبكة CNN التلفزيونية الأميركية، أمس، أن شركة «موديرنا» الأميركية تختبر لقاحها للوقاية من «كوفيد19» على السلالة الجديدة.

وقالت «موديرنا» في بيان، أنها تتوقع أن يوفر لقاحها حصانة من السلالة الجديدة وستجري المزيد من الاختبارات في الأسابيع المقبلة لتأكيد ذلك.

توريد اللقاح

إلى ذلك، وغداة تلقى الرئيس المنتخب جو بايدن وزوجته جيل خلال بثّ مباشر أمام كاميرات قنوات التلفزة الجرعة الأولى من لقاح «فايزر»، بدأت أمس، عملية شحن لقاح «فايزر» وتوزيعه في دول الاتحاد الأوروبي انطلاقا من بلجيكا . وكانت «بيونتيك» الألمانية شريكة» فايزر» الأميركية في إنتاح اللقاح أشارت إلى أن من المقرر أن تكون الجرعات موجودة في كل دولة عضو بالاتحاد الأوروبي حتى 26 ديسمبر الجاري، كي يمكن البدء في منح اللقاح في يوم 27 من الشهر نفسه. وفي باريس، أكدت الرئاسة الفرنسية أن حالة الرئيس إيمانويل ماكرون الصحية ما زالت مستقرة بعد إصابته بالفيروس الأسبوع الماضي.