للمرة الثالثة توالياً، وبنتيجة 33 صوتاً مقابل 28 لمنافسه بدر الحميدي و3 أوراق باطلة، حسم النائب مرزوق الغانم رئاسة مجلس الأمة، بعد عملية تصويتية أثارت جدلاً واسعاً استمر أكثر من ساعة، خلال الجلسة الافتتاحية للفصل التشريعي الـ16 للمجلس أمس.

وقبل التصويت على الرئاسة، تقدم 39 نائباً بطلب لتغيير آليته من سرية إلى علنية ونداءً بالاسم، وهو ما قابله رئيس السن حمد الهرشاني بالرفض، مع إصراره على الاقتراع السري بداعي تطبيق الدستور واللائحة الداخلية، على حد قوله.

Ad

وعقب فوزه، أكد الرئيس الغانم أنه يتسامى فوق الجراح لمصلحة الكويت والكويتيين، معقباً: «أقولها صادقاً مخلصاً أميناً في كل حرف، الخلافات لن تفيدنا، والمعارك الشخصية لن تنمي مجتمعنا، ولن تعيننا على أداء الأمانة تجاه المواطنين، ويجب ألا نفقد الأمل عبر صراعات شخصية».

وأضاف أن «الشعب ينتظر الأمل، ولا يريد نزاعات شخصية»، لافتاً إلى أنه يبدأ بنفسه ولا يلوم الآخرين كما «أمد يدي إلى الجميع لتحقيق آمال وطموحات هذا الشعب».

أما منافسه الحميدي، فانتقد موقف الحكومة من انتخابات الرئاسة، حيث اعتبر أنها «وقفت ضد إرادة الشعب ولم تلتزم الحياد»، مطالباً بضرورة وجود أجندة شاملة للإصلاح.

وعقب ذلك، انتخب المجلس أحمد الشحومي نائباً للرئيس، بعد حصوله على 40 صوتاً مقابل 19 لمنافسه د. حسن جوهر، في حين انتخب فرز الديحاني لأمانة السر بـ39 صوتاً مقابل 20 لسعدون حماد، في حين تمت تزكية أسامة الشاهين لمنصب المراقب، مع إرجاء التصويت على انتخابات اللجان الدائمة إلى الأسبوع المقبل.

إخراج الجمهور

قبل انتهاء عملية فرز أصوات انتخابات الرئاسة بين الغانم والحميدي، والتي قام بها النائبان فايز الجمهور وهشام الصالح بمعية الأمين العام علام الكندري، ضجّ الجمهور مصفقاً عند وصول الغانم إلى الرقم الذي يؤهله للفوز، مما اضطر رئيس السن حمد الهرشاني إلى وقف الفرز، وإصدار الأوامر لحرس المجلس بإخراج الجمهور، وإخلاء القاعة تماماً، لاستئناف الفرز الذي انتهى بفوز الغانم بالرئاسة.

بدر الحميدي: الحكومة لم تلتزم الحياد والغانم يرد: الرئاسة ماراحت بعيد

بعد فوزه في انتخابات رئاسة المجلس، شكر الغانم منافسه الحميدي على ما اعتبره منافسة شريفة على منصب الرئيس.

وقال الغانم إن «الرئاسة ماراحت بعيد»، في وقت انتقد الحميدي موقف الحكومة التي اعتبرها وقفت ضد الإرادة الشعبية بتصويتها للغانم ولم تلتزم الحياد، الأمر الذي أثار حفيظة الأخير ليرد عليه: «اسمح لي، أنا فزت بضعف أصواتك في انتخابات المجلس عن الدائرة الثانية».

توثيق التصويت بالباركود و«المدنية»

خلال التصويت على انتخابات رئاسة المجلس، حرص عدد كبير من النواب الذين أعلنوا التصويت لمصلحة النائب بدر الحميدي، على توثيق تصويتهم عبر وضعهم مدنيتهم و"باركوداً" مدوناً عليه رقم ثم تصويرهما مع ورقة الاقتراع بالهاتف قبل وضع ورقة التصويت في الصندوق المخصص لها، وبعد انتهاء التصويت يقومون بعرض الصورة على أحد أعضاء المجموعة.

ولاحظت "الجريدة" أنه عندما ذهب الرئيس الغانم إلى التصويت وجد "باركوداً" سقط سهواً من النائب الذي سبقه بالتصويت، وعرضه على النائب هشام الصالح.

فهد تركي ومحيي عامر وعلي الصنيدح