رفض الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اتهامات بأن حكومته بدأت تنحى إلى التعصب، وإلى توجهات غير ليبرالية بمشروع قانون «الأمن الشامل» لحماية ضباط الشرطة، وبحملتها على الجماعات الإسلامية.

ورد ماكرون في مقابلة مع منصة «بروت»، المنتشرة على نطاق واسع بين صفوف الشباب في فرنسا، لدى سؤاله عن وصف وسائل إعلام دولية لخططه المتعلقة بالشرطة بأنها «منافية لليبرالية» بالقول: «اليوم الوضع غير مرض، لكن لا يجعلنا ذلك دولة ديكتاتورية». ورأى أن فرنسا «تم تصويرها بشكل كاريكاتوري» خلال النقاش الدائر حول المادة 24 من مشروع قانون الأمن الشامل.

Ad

وأقرت الأغلبية النيابية إعادة صياغة المادة 24 المثيرة للجدل، والتي تهدف إلى تنظيم نشر صور عناصر الشرطة أثناء أدائهم مهام، بهدف حمايتهم من الكراهية على شبكات الإنترنت.

وقال ماكرون: «لسنا المجر ولا تركيا ولا دولة من هذا القبيل. لا يمكن أن أسمح بأن يقال إننا نقلّل الحريات في بلدنا».

وأضاف انه شعر بالخذلان من حكومات غربية ومفكرين بعد تعرض مدرس فرنسي للذبح على يد متشدد عمره 18 عاما، لعرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد (صلى الله عليه وسلّم) في الفصل الدراسي.

وتابع: «فرنسا تعرضت للهجوم لأنها دافعت عن حرية التعبير. كنا في ذلك الموقف وحدنا».

وقال إن فرنسا «ليس لديها مشكلة مع الإسلام، بل لديها مع هذا الدين علاقة قديمة العهد. ببساطة، لقد بنينا جمهوريتنا، رؤيتنا الجماعية حول الفصل بين السياسة والدين، وهذا ما تجد أحيانا أجزاء كثيرة من العالم صعوبة في فهمه»، مدافعاً في السياق عن نموذج العلمانية الفرنسي.

من ناحية أخرى، دعا ماكرون نظيره التركي رجب طيب إردوغان، إلى التحلّي بـ«الاحترام»، موضحا أن «مجتمعاتنا تزداد عنفا وهذا مرده أيضا إلى أن القادة يشكلون مثالا على العنف، وأظن أن الحروب الكلامية بين القادة السياسيين ليست الوسيلة الناجعة».

كلام ماكرون جاء رداً على تصريحات لإردوغان، أعرب خلالها الأخير عن أمله في «أن تتخلص» فرنسا «في أسرع وقت ممكن» من رئيسها الذي وصفه بأنه «مشكلة».

وأشار إردوغان​ الى أن «موقف ​فرنسا​ من الوضع في ​كاراباخ​ أثبت أنها جزء من المشكلة، وقد حاولت لعب الدور نفسه في ​لبنان».

وبينما شهدت معظم المدن الفرنسية أمس، مسيرات عمالية تزامنت مع «مسيرات الحرية والعدالة» ضد قانون «الأمن الشامل»، شيع جثمان الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان، صباح أمس، إلى مثواه الأخير في بلدته أوتون، وسط فرنسا، في أجواء عائلية وفقاً لوصيته.