تفوق إيلون ماسك على بيل غيتس في حساب الثروة الأسبوع الماضي، ليصبح ثاني أغنى شخص في العالم، إذ تجاوزت قيمة شركته تسلا الـ 500 مليار دولار.

ويتساءل المراقبون، لماذا يعتقد المستثمرون أن شركة السيارات الكهربائية «تسلا» تستحق أكثر بكثير مما كانت عليه قبل عام؟.

Ad

في بداية عام 2020، كانت سوق الأسهم تقدر قيمة تسلا بحوالي 80 مليار دولار وحتى في ذلك الوقت، اعتقد المشككون أن ذلك كان ثمناً باهظاً لشركة كانت بالكاد تجني أرباحاً.

وعلى مدار العام، ارتفعت أسهمها وتقييمها إلى أكثر من 500 مليار دولار، بعد توارد الأخبار التي أفادت أن الشركة ستدرج في مؤشر «إس أند بي 500» للشركات الرائدة.

وللتوضيح، نقول إن قيمة «تسلا» باتت تساوي الآن أكثر من قيمة كل من شركات تويوتا وفولكس فاغن وهيونداي وجنرال موتورز وفورد مجتمعة.

وأجرى المراقبون بعض الحسابات التقريبية، فوجدوا أن تلك الشركات، التي كانت بلا شك في حالة ضعيفة، قد حققت أرباحاً مشتركة في العام الماضي أكثر من 50 مليار دولار.

وفي هذا العام، باتت «تَسلا» في طريقها لتحقيق ما يقرب من مليار دولار.

لذلك، ولكي تصدّق التقييم الحالي، عليك أن تكون واثقاً من أن هذه الشركة ستحقق عبر تقنيتها وهيمنتها على السوق زيادة في الأرباح بمقدار 50 ضعفاً في المستقبل غير البعيد جداً.

وقالت لي آيلين بيربيغ من شركة باشن كابيتال «أنت منطقي جداً!»، عندما ذكرت لها أن سعر السهم المرتفع جداً في «تَسلا» أمر غير منطقي.

وأضافت إن الأمر كله يتعلق في «أن الأشخاص الذين يشترون السهم بهذا السعر، يعتقدون أنهم سيستطيعون بيعه بسعر أعلى».

ويتركز عمل آيلين كمستثمرة في سوق الأسهم، على تقدير قيمة الشركات التي تكون في المراحل الأولية ومتخلفة عن المرحلة التي وصلت إليها «تسلا».

وقالت لنا أن هذه غالباً ما تكون أشبه بعملية غير منطقية، وتعتمد على الحالة المزاجية للسوق على نطاق أوسع، وليس على جودة وميزات كل شركة على حدة.

وسيشير كثيرون من معجبي «تسلا»، وهم محقون بذلك، إلى أن الشركة وجهت صناعة السيارات نحو مسار جديد، ولديها تقنية بطاريات فريدة مع العديد من التطبيقات الأخرى، فضلاً عن قيادة رائية.

لكن كل ذلك كان صحيحاً في بداية عام 2020 أيضاً، عندما كانت قيمتها تبلغ 80 مليار دولار فقط.

قالت لي إيلين بيربيغ «من الواضح أنه لا توجد أساسيات عمل تشير إلى زيادة 5 إلى 6 أضعاف في تقييمها منذ بداية العام فقط».

لكنها عادت إلى وجهة نظرها وهي أن المستثمرين يراهنون على المدى القصير.

وأضافت «أميل إلى الاعتقاد بأن الأسواق في نهاية المطاف عقلانية بشكل أساسي، أعتقد أن المسالة تكمن في الأفق الزمني للمرء.. فهؤلاء المشترون يعتقدون حقاً أنه سيكون بمقدورهم البيع بسعر أعلى، وبالمناسبة، حتى الآن، هم محقون في اعتقادهم».

وقد رد أحد المراسلين البارزين في سوق الأسهم في فليت ستريت على سؤال عن سبب ارتفاع الأسعار، قال إنه «من الحماقة محاولة تطبيق الكثير من المنطق على حركة الأسهم على المدى القريب»، وأضاف عبارة اعتاد قولها «ثمة مشترون أكثر من البائعين»، معطياً إجابة معاكسة بينما كانت حالة السوق تتراجع.

ومثل زجاجة نبيذ صنعت في عام 1945، أو لوحة بيكاسو، أو شقة صغيرة في لندن أو في سان فرانسيسكو، فإن «قيمة» شركة «تسلا» تتعلق بما يرغب شخص ما في دفعه مهما بدا السعر غير منطقي.

بيد أن شخصاً واحداً، يفترض أنه يعرف الكثير عن الشركة قال قبل شهور، أن قيمة شركة السيارات الكهربائية مبالغ فيها، وكتب تغريدة في أوائل شهر مايو في حسابه على تويتر قائلاً «إن سعر سهم شركة تَسلا مرتفع للغاية».

ولكن من هذا الشخص الذي يقول ذلك؟

حسناً، لقد كان إيلون ماسك نفسه، وأدت تغريدته تلك إلى انخفاض 14 مليار دولار من قيمة شركة «تسلا».

ومنذ ذلك الحين، ارتفع سعر السهم أربعة أضعاف، ولكن لنتوقف هنا قليلا.. ونتساءل ما الذي يعرفه؟.