• عاش الفنانون فترة طويلة في الحظر بسبب كورونا فكيف قضيت هذه الفترة؟

Ad

- انتهزت فترة كورونا وتوقف كثير من الأنشطة الفنية لإنجاز كتابي «أنا والدمى رحلة حياة»، وفيه استعرضت تاريخي مع الدمى منذ بداياتي حتى الآن، مرورا بكثير من الأعمال الفنية والإرشادية للأطفال وغيرهم، وكانت الدمى هي البطل الرئيسي في هذه الأعمال، وأعتقد أن هذا الكتاب سيكون إضافة للمكتبة الخليجية والعربية، لأنه فريد من نوعه، خاصة في منطقة الخليج التي تفتقر لهذه النوعية من الكتب والأعمال.

الشخصيات العرائسية

• ما أبرز الشخصيات العرائسية التي ابتكرتها وكيف وظفتها لأعمال الأطفال؟

- شخصية أبو فرحان الرجل العجوز الكبير في السن، ابتكرتها في مسلسل الأطفال «سمسمية وسمسوم»، وهو رجل يتمتع بروح الدعابة والفكاهة، وأقدم من خلاله حكايات شعبية من التراث القديم، وأعمل على ربطها بالأحداث الجارية ليتقبلها الجيل الجديد.

وكذلك شخصية أبو العصاقل وهو قرد ضعيف السيقان، وابتكرتها في مسلسل «عودة السندباد»، ثم استثمرتها بشكل جيد للأطفال، وأخرجت شريطا غنائيا من أدائي بعنوان «أبو العصاقل»، إلا أن هذه الشخصية ظلت صامتة غير ناطقة لفترة طويلة، حتى أنطقتها فيما بعد عندما أحبها الأطفال وتفاعلوا معها، وأقمت مهرجان أبوالعصاقل للأطفال من قبل وكانت تجربة رائدة أتمنى تكرارها.

• ما سبب فشل محاولات الكويت لتأسيس مسرح للعرائس؟

- الكويت تفتقر لوجود مسرح مخصص للعرائس، ولا يوجد بها فنان مدرب أو متخصص في هذا اللون الفني، وأستاذنا الدكتور حسين المسلم كانت له محاولات كثيرة، ويكفي أنه أسس أول مهرجان لمسرح الطفل العربي، واستقدم خبراء من الخارج لعمل ورش فنية لمسرح العرائس وتدريب كوادر شبابية على هذا العمل، فهي تجربة رائدة وجميلة.

لكن الحقيقة أن فن العرائس صعب ويحتاج إلى صبر وقدرة على التعامل مع العروسة أو شخصية الدمى، وإقناع الكبير والصغير بها، وفي ظل وجود فنون درامية أخرى يقبل عليها الفنان الكويتي لا تجد الفنان الذي يهوى العرائس ويهتم بها، خاصة أنها موجهة للأطفال ولا تحقق عوائد مادية أو شهرة مثل باقي الفنون.

• وما الحل برأيك لتأسيس مسرح عرائس ودمى بالكويت؟

- لابد من إيمان المسؤولين بالفكرة خاصة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، فهو الجهة المخولة الإقدام على مثل هذا العمل ودعمه وتكوين كوادر مدربة من الشباب لكي ينشأ جيل جديد يحب هذا اللون الفني، وتحتاج إلى دعم مادي باستمرار حتى تتواصل هذه الجهود ويكون هناك مسرح عرائس في الكويت، وهي مؤهلة لذلك، ولنا في تجربة الدكتور حسين المسلم القدوة والمثل، لكن بدون هذا الإيمان والدعم لا أمل، بل ستظل مجرد جهود فردية.

عمل العرائس مرهق

• على الرغم من تقديمك عشرات الأعمال الدرامية والمسرحية فإنك تعشق العمل مع العرائس، ما سر حبك لهذا العمل رغم عدم تحقيق أرباح منه؟

- قد يبدو العمل مع الأطفال أو العرائس سهلا للبعض، لكن الحقيقة هو عمل شاق ومرهق، لكنه في نفس الوقت يمنحك المتعة، خاصة أنك تشعر بأنك متفرد في هذا اللون، وأعمال العرائس لا تجذب الأطفال فقط، بل الأسرة كلها، ومن هنا أنا أعشقها فهي تكسبني جمهورا عريضا حتى وإن لم تحقق لي عائدا ماديا، فالفنان له رسالة يؤديها.

• هل تشعر بأنك مسؤول عن جيل من الأطفال؟

- مسؤوليتي تنبع من كوني فنانا حريصا على نشأة أجيال وتربيتها على القيم النبيلة وتعليمها الفضائل والأخلاقيات بشكل غير مباشر، لأن النصيحة المباشرة تنفر الطفل منك، أما عبر شخصياتك العرائسية فإن الطفل يتقبلها وينفذ ما جاء على لسانها.

• ما طموحك في هذا المجال؟

- أتمنى تكرار إقامة ملتقى خاص بالدمى والعرائس فقط، بعد أن حقق نجاحا طيبا من قبل، لكن الامر يحتاج إلى الدعم.

• ألا ترى أن مشاركاتك الدرامية تأثرت بانشغالك في أعمالك للأطفال؟

- شاركت في كثير من الأعمال التلفزيونية والدراما الإذاعية وغيرها، إلى جانب عملي للطفل، والأعمال الدرامية ليست متاحة طوال الوقت، وبقليل من التنسيق أستطيع التوفيق بينهما.