شكرت الأكاديمية كايلي مور جيلبرت التي تحمل الجسنيتين البريطانية والأسترالية كل من ساهم في إطلاق سراحها من السجن في إيران.

وتنفي جيلبرت التهم الموجهة لها بالتجسس منذ اعتقالها في إيران في سبتمبر 2018.

Ad

وقالت طهران إنها كانت تقضي حكماً بالسجن لمدة عشر سنوات لكن أطلق سراحها في عملية تبادل بثلاثة إيرانيين كانوا مسجونين في تايلند.

وكانت المحاضرة في جامعة ملبورن تسافر بجواز سفر أسترالي في عام 2018 عندما تم احتجازها في مطار طهران أثناء محاولتها المغادرة بعد حضورها مؤتمراً في طهران نظمته الحكومة الإيرانية.

تصاعدت المخاوف بشأن سلامتها في أغسطس عندما ظهرت أنباء عن نقلها إلى سجن قره تشك، وهو سجن صحراوي سيء السمعة.

في رسائل تم تهريبها من سجن إيفين بطهران في وقت سابق من هذا العام ، قالت جيلبرت إنها «لم تكن جاسوسة أبداً»، وأضافت أنها رفضت عرضاً من إيران بالتجسس لصالحها.

وكتبت «أنا لست جاسوسة، لم أكن جاسوسة في يوم من الأيام وليست لي مصلحة في العمل مع جهاز تجسس في أي بلد».

لكن من هم الايرانيون الثلاثة الذين كانوا معتقلين في تايلند وأطلق سراحهم مقابل الأكاديمية جيلبرت؟

وحسب الفيديو الذي نشرته عبر تويتر «وكالة أنباء المراسلين الشباب» الايرانية جاء اطلاق سراح جيلبرت في اطار صفقة تبادل سجناء شملت ثلاثة «تجار» ايرانيين كانوا معتقلين في تايلند منذ عام 2013، فمن هم ولماذا كانوا مسجنونين؟

وقع انفجار كبير في أحد أحياء العاصمة التايلندية بانكوك في 14 فبراير 2012 مما أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بالمنزل.

وفقد أحد المقيمين في المنزل ساقيه بعد أن انفجرت قنبلة كان يحاول التخلص عندما حاصر رجال الشرطة موقع الانفجار، وكان المصاب هو سعيد مرادي الذي كان أحد ثلاثة إيرانيين يقيمون في المنزل.

وقع الانفجار بعد يوم فقط من إلصاق شخص يستقل دراجة نارية قنبلة مغناطيسية بباب سيارة كان يستقلها دبلوماسي اسرائيلي في العاصمة الهندية نيودلهي وقد أصيب الدبلوماسي جراء انفجار القنبلة.

كما تم وضع قنبلة في نفس اليوم تحت سيارة دبلوماسي إسرائيلي آخر في العاصمة الجورجية تبليسي لكن تم العثور عليها وتفكيكها قبل انفجارها، وقد اتهمت اسرائيل ايران بالوقوف وراء الهجومين.

واتهم وزير الدفاع الإسرائيلي حينئذ ايهود باراك ايران بالوقوف وراء الانفجار في بانكوك وقال إنه دليل على أن «إيران وأعوانها مستمرون في أنشطتهم الإرهابية»، وقالت وكالة أنباء اسوشيتد برس وقتها أن باراك كان في بانكوك يوم الأحد بينما وقع الانفجار يوم الاثنين.

وقالت الشرطة لـ «بي بي سي» أن اثنين من الايرانيين الثلاثة الذين كانوا يقيمون في المنزل تمكنا من الفرار من المنزل عقب الانفجار.

تم نقل مرادي إلى المستشفى لتلقي العلاج بينما عثرت الشرطة على هوية شخص ايراني آخر قرب موقع الانفجار.

ولدى قيام الشرطة بعملية تفتيش للمنزل عثرت على قنبلة أخرى وتم تفكيكها.

وتبين أن القنبلة من الحجم الصغير وهذا النوع مخصص لعمليات الاغتيال الفردية إذ كانت المادة المتفجرة عبارة عن سي 4 مخبأة داخل جهاز راديو صغير وعادة ما يتم زرع القنبلة قريباً من الشخص المستهدف عبر الصاقها بواسطة مغناطيس.

هذا النوع من القنابل هو نفسه الذي استخدم في محاولتي اغتيال الدبلوماسيين الإسرائيليين في كل من نيودلهي وتبليسي قبل يوم من وقوع الإنفجار.

ألقت السلطات التايلندية القبض على الإيراني سعيد خزاعي، أحد المقيمين الثلاثة في المنزل، في مطار بانكوك أثناء محاولته الفرار من البلاد.

لكن الثالث وهو مسعود صداقت زاده تمكن من الخروج من تايلند ووصل إلى ماليزيا حيث ألقي القبض عليه هناك ورحل إلى تايلند في العام التالي.

وبعد تحقيقات مطولة وجلسات محاكمة عديدة صدر حكم بالسجن المؤبد على سعيد مرادي بعد إدانته بمحاولة القتل واقتناء متفجرات واستخدامها مما أدى إحداث أضرار مادية في الممتلكات.

وقال مرادي أثناء المحاكمة أنه كان يحمل المتفجرات بغية التخلص منها.

أما محمود خزاعي الذي اعتقل في مطار بانكوك فقد حكم عليه بالسجن 15 عاماً بعد إدانته بامتلاك متفجرات، وقال خزاعي أن لا علاقة له بمرادي والتقى به فقط في مطار طهران.

ولم يتم الكشف عن التهمة التي تم توجيهها لمسعود صداقت زاده الذي سملته ماليزيا للسلطات التايلندية، ولا يعرف الحكم الذي صدر بحقه.

وكانت الحكومة التايلندية قد أصدرت عفواً عن الخزاعي قبل أشهر قليلة.

وحسب المسؤولين الايرانيين والأستراليين استغرقت المفاوضات بين الـطرفين أكثر من عام وتخللتها عدة لقاءات بين وزيري خارجية البلدين.

إضافة إلى المتهمين الثلاثة قالت تايلند أن ثلاثة إيرانيين آخرين يُعتقد أنهم فروا إلى ايران في وقت سابق كان لهم دور في تدبير المؤامرة التي كانت تستهدف دبلوماسيين اسرائيليين في بانكوك.