أكد نائب المدير العام لقطاع تقنية المعلومات في الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات د. عمار الحسيني، أهمية التحول الرقمي في القطاعات الحكومية لخدمة المواطن، لافتا إلى أن الكويت بدأت في هذا التحول منذ سنوات بمسميات متنوعة، كالحكومة الإلكترونية والميكنة وغيرهما، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من نجاح التحول الرقمي مرتبط بثقافة المجتمع، واستعداد الناس لتقبله.

جاء ذلك خلال "ديوان المعلوماتية" السادس، الذي نظمته جائزة سمو الشيخ سالم العلي للمعلوماتية افتراضيا عبر برنامج "زووم"، أمس الأول، برعاية رئيسة مجلس الأمناء الشيخة عايدة سالم العلي بعنوان "التحول الرقمي في حكومة الكويت"، بحضور أعضاء من اللجنة المنظمة العليا، ونخبة من المختصين والمهتمين والمتابعين للشأن المعلوماتي.

Ad

وقال الحسيني إن مفهوم التحول الرقمي للقطاع الحكومي يتعلق بالاستثمار في الفكر وأداء الأعمال، من خلال الاستفادة من التقنيات الحديثة والبيانات لإحداث التغيير والتطوير، مشيرا إلى أنه يُعد بمنزلة تغيير جذري في أساليب ونماذج العمل، والإبداع والتميز في طريقة إنجازه، من أجل تقديم خدمات متميزة للمواطن، ومؤكدا أهمية تأهيل العنصر البشري، في ظل حاجة التحول الرقمي إلى مهارات وخبرات، إضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة المناسبة للتحول الرقمي.

الأثر الاقتصادي

واستعرض الحسيني أثر التحول الرقمي على اقتصادات الدول الآسيوية بناء على نتائج دراسة أجرتها "مايكروسوفت" و"آي تي سي" في عام 2018، لافتا إلى أن التحول الرقمي في تلك الدول أدى إلى رضا العملاء بنسبة 80 في المئة، و40 في المئة ترشيد في التكاليف، و40 في المئة زيادة بالإنتاجية و50 في المئة زيادة بالأرباح.

وحول الاستراتيجية الحالية للتحول الرقمي في الكويت، أشار إلى أن الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات قدَّم عرضا تفصيليا خلال اجتماع لمجلس الوزراء مطلع العام الحالي حول التحول الرقمي، تم خلاله مناقشة أهمية وضع استراتيجية وطنية للتحول الرقمي، والتي سينبثق عنها أهداف ومؤشرات ومبادرات ومشاريع يتم قياسها ومتابعتها.

وأكد أن تغيير ثقافة القياديين من التحديات الرئيسة التي ستواجههم عند تطبيق الاستراتيجية، وأنهم بحاجة إلى بذل الكثير من الجهود خلال الفترة المقبلة، وتحديدا بعد الانتخابات البرلمانية، لعمل برنامج مكثف لتغيير الثقافة لدى القياديين، ونشر ثقافة التحول الرقمي، وإحداث تغيير جذري في طريقة العمل.

واستعرض أبرز الإنجازات التي تحققت حتى الآن، مشيرا إلى أن مسيرة التحول الرقمي بدأت منذ سنوات في العديد من القطاعات، مؤكدا أن الإنجازات لا تظهر بين يوم وليلة، بل تبنى على جهود متواصلة للحكومة، ومنها شبكة الكويت للمعلومات، التي تربط الجهات الحكومية، ومنظومة التراسل الإلكتروني الحكومي، لافتا إلى أن جائحة كورونا ساعدت في تقبل المواطن لعملية التحول الإلكتروني، من خلال تقبلهم لمنصة "معاكم" وتطبيق "شلونك" وإطلاق مبادرة العمل عن بُعد، ومنصة المواعيد المركزية "متى"، لافتا إلى أن تلك الأنظمة ساعدت في اختبار التكامل الحكومي.

وقال الحسيني إن من بين الإنجازات التي تحققت أيضا، نجاح تجربة تفرغ فريق خلال أزمة كورونا للعمل على إعداد التطبيق الموحد للخدمات الحكومية (سهل)، لافتا إلى أنه تم الانتهاء منه، لكنهم بانتظار تحديد الوقت المناسب لإطلاقه، بناء على ما يراه مجلس الوزراء.

واستعرض التحديات التي تواجه التحول الرقمي في الكويت، مشيرا إلى أن أبرزها الفهم الصحيح للتحول الرقمي، وتغيير الثقافة، إضافة إلى تقديم الخدمات الحكومية بشكل منفرد، ونقص المهارات والخبرات المطلوبة للتحول الرقمي وسوق العمل، وعدم مواكبة التقنيات الحديثة والاستفادة منها وتبنيها، ووجود فجوة رقمية، وحوكمة البيانات وخصوصيتها لتطبيق الذكاء الاصطناعي، فضلا عن أمن المعلومات.