أصدر تجمع دواوين الكويت بيانا بشأن انتحابات مجلس الأمة المقبل، دعا فيه إلى «حسن الاختيار والتصويت من أجل الأفضل والأقدر على خدمة الكويت ورفعتها، ومحذرا من «تزكية من يشتري أصوات الناخبين، لأنه الفساد بعينه، ومن أتى بشكل فاسد فلن يستطيع الإصلاح»، وقال التجمع في بيانه الذي أصدره فهد المعجل:

«إن الكويت، منذ بداية نشأتها، بنيت وبصورة عفوية على الديمقراطية والشورى واحترام الرأي الآخر، وجبل أهلها على الالتفاف حول نظام الحكم الذي اختاره أهل الكويت، واستطاعوا تنظيم شؤون حياتهم بدستور تفرّدوا به عن غيرهم، يحدد شكل وطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويبين ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، فأضفى عليهم مزيدا من الحريات السياسية والاجتماعية، وشكّل لهم دافعا قويا للحفاظ على وحدة وطنهم واستقراره وصون مكتسباته، فكان لهم الدستور سدا منيعا ضد كل متربص بهم بشرّ، شعارهم الإخلاص في العمل وحب الوطن.

Ad

ولكن مع الأسف، فإننا نشعر بغصّة وألم ونحن نرى فئة من أبناء الوطن تسعى لتجريد الديمقراطية من معناها الحقيقي،، بممارسات وسلوكيات وتجاوزات صارخة على القانون دخيلة على المجتمع الكويتي، واستغلال مجلس الأمة لمشاكلهم وخلافاتهم السياسية مع بعض، ورمي إخفاقاتهم على غيرهم، وما رافقها من تهديد خطير لسلامة الوطن واستقراره وأمنه وسمعته الخارجية، غير واعين لما يحيط بنا من مشاهد وأحداث، مما يهدد لحمة مجتمعنا وتآلف أفراده وتغيير هويته، وخلق مواقف معكوسة ومعايير مزدوجة في تفسير الدستور والدفاع عنه لتحييد أركان الدوله ومؤسساتها التشريعية والقانونية، فأمن الكويت واستقرارها فوق كل اعتبار، ولا تنمية ولا اقتصاد ولا تطوير ولا إصلاح سيكون ويتحقق إن فقدنا الأمن والأمان وخسرنا الاستقرار،

ولم تكن ممارسة الديمقراطية في أي وقت مقصورة على أحد بعينه، ولن تتوقف الحياة عند هذا أو ذاك، فالكويت تزخر بالكفاءات والطاقات الخيرة والمخلصة،، والشباب منهم على وجه الخصوص، القادر على حمل لواء المسؤولية والتعامل مع كل ما ينتظر الوطن من ملفات وقضايا بالغة الأهمية والحساسية، والتي نأمل معها أن ترسم الشكل العام لحاضر الكويت ومستقبلها.

لذا، كان لزاما علينا جميعا أن نعي أهمية حسن الاختيار والتصويت من أجل الأفضل والأقدر على خدمة الكويت ورفعتها، ولنعمل على دعم واختيار الكفاءات الشابة من أبناء وبنات الكويت المشهود لهم بالخير والصلاح والكفاءة والقدرة على الإصلاح،، فالشباب الكويتيون هم عماد الوطن وثروته الحقيقية والهدف الرئيسي للتنمية، ولنعمل على الاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم في جميع المجالات، من أجل خلق جيل واعد حريص على حاضر الوطن ومستقبله، متسلح بالعلم ووسائل التكنولوجيا الحديثة، يلتزم بدستور البلاد ويحترم قوانين الدولة، قولا وعملا وسلوكا.

وليكن توجه المرشحين لانتخابات تتسم بالهدوء والعقلانية والمنافسة الإيجابية الشريفة، بعيدا عن طرح يؤدي إلى إثارة نعرات اجتماعية بغيضة ومشوهة للصورة الحقيقية لديمقراطيتنا التي ورثناها ونفتخر بها في الكويت.

ويجب أن يحرص الكل على عدم تزكية من يشتري أصوات الناخبين، لأنه الفساد بعينه، ومن أتى بشكل فاسد فلن يستطيع الإصلاح، ومن باع صوته أو أعطى صوته لفاسد فقد باع ضميره وشرفه وأمانته، وشارك في جريمة «خيانة وطن».

ولنبتعد عمّن يركز ويسوق لشعارات التشاؤم والتذمر والتجريح ودغدغة المشاعر، ويدعو إلى احترام الدستور، وهو نفسه الذي يدعو إلى مقاطعة الانتخابات، ويمنع حقا من حقوق المواطنة التي كفلها الدستور، ولنركز في اختيار مرشحين يملكون الرؤية التفاؤلية ويطرحون الحلول الواقعية والمنطقية لمشاكلنا، والقادرين على إصلاح الاختلالات والنهوض بالبلد بما يتوافق مع الدستور والقانون، آخذين بعين الاعتبار طبيعة مجتمعنا وإمكاناته المادية والبشرية، حتى يتحقق لنا مجلس أمة يراقب ويحاسب ويشرع من خلال أداء مثمر يحسب له لا عليه، والوصول إلى ممارسة ديمقراطية نفتخر بها، وبمستوى تطلعات وآمال أهل الكويت، حتى لا نندم في المستقبل القريب على سوء الاختيار، وننعت مجلسنا القادم بالفشل كما تعودنا دائما.

لقد جرّبنا عدة مجالس أمة بعقليات معينة وإن اختلفت الوجوه، ولم نجنِ غير السوء في الفعل والقول، فلنجرب التغيير في اختيارنا، فهو أملنا في الإصلاح.

وما نريده لتحقيق هذا التغيير هو جيل جديد من نواب ووزراء شباب متفائل بمستقبل الكويت، يحترم هيبة الدولة وقوانينها، ويبتعد عن النظرة التشاؤمية، ومتسلح بالعلم ووسائل التكنولوجيا الحديثة، وقادر على التعاون والإنجاز.

فمجلس أمة به نواب شباب أكاديميون وقانونيون ومن ذوي الخبرة والكفاءة والاختصاص، مؤمنين بالديمقراطيةَ لا بالصراع، وبالحوار لا بالصراخ،، بلا شك سيكون عونا للحكومة في معالجة مشاكلنا والقصور في القوانين والإجراءات.

كما نرجو أن نرى حكومة قوية وفاعلة، من الشباب الكويتيين وغيرهم من ذوي الكفاءات والخبرة والصلاح، قادرة على تحقيق تطلعات وآمال أهل الكويت ومعالجة السلبيات وتحمّل ومواجهة مسؤوليات ومتطلبات المرحلة المقبلة، ضمن إطار من التعاون والإنجاز مع مجلس الأمة الجديد، لترجع الكويت لسابق عهدها مثالا يحتذى ومتميزة في جميع المجالات.

فلنحسن أداء أمانة اختياراتنا لكي تحسن اختياراتنا إلينا ولوطننا ولأبنائنا، ولنستحضر عند حسم اختيارنا ما جاء في كلمة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد في افتتاح دور الانعقاد العادي الخامس التكميلي للفصل التشريعي الخامس عشر لمجلس الأمة، عندما قال:

«كما أدعوكم إلى أن تكون فزعتكم جميعا للكويت، وأن يكون الولاء لها أولا وأخيرا».

حفظ الله الكويت وقيادتها وشعبها من كل شر ومكروه.