• بدأت مرحلة الدراسة عن بعد، فكيف تقيمها بصفتك عميدا للمعهد، سواء فيما يخص تلقي الطلاب وتفاعلهم أو أداء هيئة التدريس؟

Ad

- لا شك في أن جائحة كورونا فرضت على العالم بأسره واقعاً جديداً، كان لا بدّ من التعامل معه في إطار الممكن، طموحاً للوصول إلى المأمول، ومعنى ذلك أن معيار التقييم يجب أن يرتكز على درجة الوصول لأفضل النتائج الممكنة في ظل الظروف والإمكانات المتاحة، على هذا الأساس يمكن القول إن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس حاولوا استيعاب الوضع الجديد باعتباره قدراً مفروضاً، وكان أعضاء هيئة التدريس بطبيعة الحال هم الأقدر على تجاوز الصعاب التي واجهتهم، وقدوة لطلابهم في هذا الشأن، فاجتهدوا في التحصيل المعرفي والتقني للوسائل الرقمية التي لم يتمرسوا عليها من قبل، واستطاعوا إتقانها في فترة وجيزة إلى الحد المقبول، كما استجاب الطلاب أيضا، وهم من جيل تعوّد على التعامل مع الأجهزة الإلكترونية، والرقمية ورغم ذلك، فيجب الاعتراف بأن غياب التفاعل النشط بين المعلم والمتعلم قد شكل - ولا يزال - عائقاً أمام اكتمال العملية التعليمية بالصورة التفاعلية المرضية بالنسبة لنا جميعاً.

قدرات الطالب الذاتية

• في المعهد ثلاثة أقسام مسرحية هي التمثيل والإخراج، والنقد المسرحي، والديكور... في ظل مباشرة الدراسة «أون لاين»، أي تلك الأقسام أكثر تضررا؟

- أكثر الأقسام تضرراً بطبيعة الحال هو قسم التمثيل والإخراج المسرحي، نظراً لطبيعة الدراسة في هذا القسم، فأستاذ التمثيل يعمل على تنمية القدرات الفردية لطالب التمثيل، والممثل - كما هو معروف - هو العازف والآلة في الوقت ذاته، فهو يعزف على ذاته، ويحتاج في فترة تكوينه الفني، إلى من يقوده لتنمية قدراته الذاتية، وهي عملية تتطلب الاتصال المباشر والحي، فإذا كان الأستاذ وهو يشرح في القاعة مقرره النظري، قد لا يحتاج إلى قدر كبير من إدراك الفروق الفردية بين الطلاب، فإن الأمر يختلف تماماً عند التدريب على فن التمثيل الذي يحتاج إلى معرفة ووعي كبير بالقدرات الخاصة لكل متدرب، وطبيعة تكوينه النفسي والعصبي، واختلاف الاستجابات الفردية بين المجموعة، ويأتي قسم الديكور في المرتبة التالية من حيث الضرر، حيث يحتاج الأستاذ إلى مراقبة دقيقة لخطوط الطالب على اللوحة، ومزجه للألوان، وتوجيهه المادي لطريقة الإمساك بالفرشاة، وكثافة المسطحات اللونية، ولعل قسم النقد والأدب المسرحي هو القسم الأقل تضرراً، نظراً لطبيعة دراسته النظرية.

• هل تقبلت هيئة التدريس فكرة التعامل مع الطلاب عن بُعد؟

- كما سبق أن أوضحنا، فقد تقبّل أعضاء هيئة التدريس فكرة التعامل مع الطلاب عن بعد، باعتبارها واقعاً قدرياً مفروضاً، كأي كارثة طبيعية تفرض على الجميع التعامل معها، أما عن النتائج فلا شك أن التعليم عن بعد لا يمكن أن يعطي إلا نتائج أقل جودة من التعليم المباشر، وإلا توقعنا أن أستاذاً يسجل محاضرته ويترك جهاز التسجيل ويخرج من القاعة يعطي النتائج ذاتها للمحاضر الحي داخل قاعة الدرس في لقاء تفاعلي مع طلابه، فالعملية التعليمية ليست مجرد نقل معلومات يمكن الحصول عليها من أي مصدر، لكنها تتضمن محاور عدة تجمعها تلك العلاقة التفاعلية بين الطالب وأستاذه.

• إذا وجهت دعوة للمعهد للمشاركة في مهرجان خارج الكويت أثناء الوضع الحالي، فهل سيشارك المعهد أم سترفضون؟

- يتوقف الأمر على السياسة العامة للدولة في هذا الشأن، وفق ما تقرره السلطات الصحية من تقييم للوضع الصحي في البلد المضيف، ولا أرى أن تترك مثل هذه الأمور للمؤسسات، لتتخذ بشأنها قرارات فردية بعيدة عن الاستراتيجية العامة للدولة في مواجهة الجائحة.

بروفات عن بُعد

• هل يقدم الطلاب بروفات لأعمال مسرحية في المعهد، مع مراعاة الضوابط الصحية والاشتراطات؟ أم يقومون بأداء بروفاتهم المسرحية عن بعد أيضا؟

- خلال الفصل التكميلي للعام الجامعي السابق 2019/ 2020 لم يكن مسموحاً للطلاب بدخول المعهد، وتمت جميع البروفات عن بُعد، ونأمل في العام الدراسي الجديد أن ننتقل إلى المرحلة الأخيرة لتفعيل تعليم مدمج على الأقل يجمع بين الحضور المباشر للطلاب والتعليم عن بعد، على أن هذا الأمر أيضاً يعود إلى قرار سيادي من مجلس الوزراء.

• كيف ستكون آلية العمل في قسم التلفزيون خلال هذا العام، أم سيعطل العمل به؟

- لن يتعطل العمل بقسم التلفزيون، شأنه شأن الأقسام الثلاثة الأخرى، وتتبع العملية التعليمية بقسم التلفزيون الآليات ذاتها المتبعة في بقية الأقسام، وذلك بالاعتماد على التعليم عن بعد من خلال الفصول الافتراضية التي وفرتها إدارة المعهد للأساتذة والطلاب.

• ما الاشتراطات الصحية والتدابير الوقائية، التي اتخذتموها خلال اختبارات القبول الراهنة؟

- طبقت الاشتراطات الصحية والاجراءات الوقائية لضمان سير اختبارات القبول والمقابلات الشخصية وفق التعليمات التي وضعتها وزارة الصحة، كالحفاظ على لبس الكمام طوال فترة الاختبار والمقابلة الشخصية، فضلاً عن ضرورة قياس درجة الحرارة عند الدخول من البوابة، وكان دخول المعهد للمتقدمين فقط، حرصاً على التباعد الاجتماعي، ولم يسمح لأولياء الأمور بدخول المعهد.