متسلحاً بالانتصار الذي حققته أذربيجان بدعمٍ منه في تغيير الأمر الواقع بإقليم ناغورني كاراباخ، يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان سيسعى إلى محاولة تكرار السيناريو نفسه مع قبرص.

فخلال زيارة وُصِفت بـ «الاستفزازية» لجمهورية شمال قبرص غير المعترف بها إلا من بلاده، دعا الرئيس التركي المتهم بتنفيذ مخطط توسعي في المنطقة، إلى «حل دولتين» في قبرص، ناسفاً بذلك مساراً تفاوضياً عمره عشرات السنوات لإعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ 37 عاماً.

Ad

وفي كلمةٍ ألقاها، خلال الزيارة، قال إردوغان: «اليوم يوجد في قبرص شعبان ودولتان منفصلتان، ويجب التفاوض على حل الدولتين على أساس المساواة في السيادة».

وشدد على «نفاد صبر أنقرة والقبارصة الأتراك إزاء الألاعيب الدبلوماسية التي تمارسها جمهورية قبرص»، معتبراً أنه لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة بدون أن تحصل تركيا وشمال قبرص على نصيب عادل من حقوق السيادة، في إشارة إلى حقوق التنقيب عن النفط والغاز في شرق المتوسط.

وتفقد إردوغان، برفقة عقيلته أمينة وزعيم «حزب الحركة القومية» اليمينية المتشددة دولت باهتشلي، منتجع فاروشا الساحلي، أحد رموز تقسيم الجزيرة، الذي دفع الرئيس التركي لإعادة فتحه في خطوة أغضبت قبرص، وأثارت انتقادات أوروبية ودولية.

وجاءت زيارة إردوغان للشطر الشمالي لقبرص تلبيةً لدعوة رئيسها اليميني أرسين تتار، الذي فاز بالسباق الرئاسي الشهر الماضي، بدعمٍ منه، على حساب الاشتراكي مصطفى أكينجي المؤيد لتوحيد الجزيرة.

وسيثير موقف إردوغان، الذي سيقضي عملياً على مفاوضات التوحيد التي تواجه أصلاً تعقيدات كبيرة، غضب عدة دول أوروبية بينها، على الأقل، اليونان وفرنسا.