منذ فرض العقوبات الأميركية على رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، بدأ لبنان يتخذ قرارات تندرج في سياق ردّ الفعل، لاستفزاز الأميركيين أكثر وأكثر، كرفع مستوى المشاركة في مؤتمر اللاجئين السوريين، الذي دعت إليه روسيا في سورية، وذهاب وزير الشؤون الاجتماعية إلى هناك، ومشاركة وزير الخارجية شربل وهبة فيه عبر تقنية الفيديو.

وبعد مطالبة رئيس الجمهورية ميشال عون الإدارة الأميركية بتقديم المستندات والملفات، التي تم على أساسها فرض العقوبات على باسيل، أشارت مصادر سياسية متابعة، أمس، إلى أن «الوزير وهبة استدعى السفيرة الأميركية دوروثي سيا للقائه في الوزارة، الاثنين (اليوم)، عملاً بتوجيهات رئيس للجمهورية، لمطالبتها بتقديم المستندات اللازمة التي طالت باسيل بموجبها العقوبات».

Ad

وأضافت المصادر: إنها المرّة الثانية التي يتم فيها استدعاء السفيرة شيا، في ظل حكومة حسان دياب، الذي سبق له واتخذ مواقف هاجم فيها السفيرة من دون أن يسميها. وتابعت: الاستدعاء الأول حصل أيام تولي الوزير السابق ناصيف حتّي وزارة الخارجية. وكان على خلفية إطلاق السفيرة تصريحات تصف فيها حزب الله بالإرهابي، وبعد حصول مشكلة قضائية بفعل القرار، الذي أصدره القاضي محمد مازح بمنع وسائل الإعلام اللبنانية من نشر تصريحات السفيرة الأميركية، أو إجراء لقاءات معها.

في موازاة ذلك، كان لافتا، أمس، الهجوم الذي شنه رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع على «محور المقاومة» («حزب الله» وحركة «أمل» و«التيار الوطني الحر»)ّ. وقال جعجع إنّ «كل ما يعانيه اللبنانيون، اليوم، من مشّقات ومصاعب ليس مجاناً، بل انطلاقاً من رغبة محور المقاومة في السيطرة على البلاد، لذلك علينا أكثر من أي وقت آخر التشبث بأرضنا وبيوتنا وعائلاتنا وتاريخنا وأجدادنا وبلدنا حتى النهاية، لنمنع محور المقاومة من وضع يده عليه».

وأشار جعجع إلى أنّ المرحلة تذكّره بالحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، «فكانت الحرب بالرصاص والقذائف واليوم بالاقتصاد والمال. واليوم أيضاً ثمة خطة جدية من قبل أصدقاء محور المقاومة، ومن يسمون أنفسهم بمحور المقاومة، للسيطرة على الوضع في لبنان». وأضاف: «وبما أننا نعيش اليوم مرحلة مماثلة تماماً، فنحن بحاجة لروح مقاومة، كالتي كانت لدينا بين الـ75 و90. نحن بحاجة اليوم لروح المقاومة هذه، لأن لبنان مرة جديدة يتعرض، ولو من جهة مختلفة عن تلك التي كانت تضغط في ذلك الوقت، وهي محور المقاومة للسيطرة على شؤون لبنان».

وعن تأخير تشكيل الحكومة، قال جعجع إنه «بسبب أحد المتحالفين مع محور المقاومة، وهو الوزير جبران باسيل، الذي فرضت عليه عقوبات أميركية، يريدون التعويض عليه بإعطائه مكاسب في تشكيل الحكومة».