أول العمود:

Ad

نتائج انتخابات البرلمان القادم ستعكس حجم وعي الناخب بالأخطار المحدقة بالوطن خلال "شريط كورونا" الزمني الذي بدأ في فبراير الماضي ولا يزال.

***

هذا العنوان ذو صلة بمفهوم أو مصطلح غير متماسك علمياً، وهو مصطلح "الشعبوية" الذي يجري استخدامه في الحقل السياسي أو النقابي المطلبي بكثرة لافتة، ويترعرع في البيئات الاجتماعية والسياسية التقليدية التي لا تتقدم ولا تتطور، ولا تجاري التقدم المستمر في الحياة البشرية.

ليس هناك تعريف واضح "للشعبوية" لأنه مصطلح تنديدي لا يدُل على شيء متماسك، ويرجعه بعض المتخصصين إلى حركة تحرير الفلاحين الروس عام ١٨٧٠، واحتجاجات الريف الأميركي ضد البنوك وشركات السكك الحديدية، لكن استخداماته اليوم أقرب ما تكون للتكسب في بيئات الفساد.

نعود إلى بيتنا الكويتي، ونسأل: لماذا يفوز بعض من نعتقد أنهم تافهون في مقاعد البرلمان التي تجري اليوم في أجواء وبائية قللت من بريقها المعتاد؟

في ظل الفشل الإداري العام، وضعف أداء المؤسسات للخدمات المطلوبة منها بتعمد واضح، تنشأ ظاهرة الفرد "المُخَلِّص"، القريب من فكرة "مارد المصباح"، وهو لا يعمل منفرداً، ويَصْدُق في ٧٠٪ من وعوده، حيث تتفتح له بعض المؤسسات ليتولى بنفسه تخليص مصالح الناخبين بسرعة فائقة، وبالتالي يلقى شعبية في منطقته الانتخابية وما جاورها.

ويحدث ألا يستطيع مريض الحصول على علاج في الخارج بسبب تخريب الجهاز المسؤول عن هذه الخدمة وكثرة الطلبات الواردة له من غير مستحقين! وهذا ما يحقق ظهور "مارد المصباح" أو "الشعبوي"، والذي

لا تخلو تصريحاته من مواءمة مع حنق الناخبين ضد الفساد والتراجع الإداري للدولة وشتم الأجانب، وأن من بين أهم أسباب تحركاته في المجتمع الانتخابي إنصاف المظلومين، وهو مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى.

الشعبوي عشبة سامة يجري زرعها في تربة الحكومة وسقايتها من المال العام لاستخدامها ضد أي محاولات تغيير أو تطوير لا يريدها المنتفعون من الأوضاع السائدة.