في موازاة التسابق الواضح على إنتاج «إعلانات سينمائية» لمرشحي انتخابات مجلس أمة 2020، ظهرت لدى المرشحين، نواباً كانوا أو متنافسين جدداً، موهبةٌ ربما كانت غائبة عن ذهن الناخبين، وهي «التمثيل»، حيث جسّد كل من قدم إنتاجاً فنياً من هذا النوع دور «المُنقذ» بصورة أكثر من رائعة.

ويلعب هذا النوع من الإعلانات على العاطفة، وتخويف المُشاهد من خطورة الأوضاع، وتحميسه للتصويت لمصلحة البطل، من أجل الكويت، ويبقى النجاح الفني للعمل مرتبطاً بمدى قدرة المخرج وإبداعاته في إخراج عملٍ يوصّل الصورة بشكل أكثر مما يتوقعه الناخب، وببراعة المرشح في تجسيد الدور الذي يُطلب منه.

Ad

ومع كل مساء، منذ تدشين الحملة الانتخابية لمرشحي «أمة 2020»، كان الناخبون على موعد مع سهرة سينمائية، تذاع بكل دور العرض (تويتر وإنستغرام وفيسبوك وسناب شات).

ومع كثرة تلك الإعلانات، طفا على السطح تخوفٌ لدى المراقبين من أن يتحول الناخب من مُقيِّم للبرنامج الانتخابي للمرشح أو القضية التي يتبناها، إلى ناقد سينمائي لموهبة الممثل وإبداعات المخرج.

وتبقى «الفيديوهات الفنية»، التي تشبه الأفلام السينمائية القصيرة، وسيلةً تلجأ إليها الحملة الانتخابية للمرشح، للتغطية على بعض عيوبه، ومنها عدم لباقته في الحديث، أو افتقاده للأسلوب القادر على إقناع الآخرين، فنراه يلجأ إلى هذا النوع من الإعلانات، التي تساعده في إظهار نفسه كمنقذ، أو مخلِّص للبلاد من كل مشاكلها، مردداً ما يكتب له، بعدما يحفظه نصاً.

لكن أمام أبطال هذه الأعمال الفنية مشكلة قد تكون غابت عنهم، وهي أن قوة الإنتاج الفني رسمت صورة معينة للناخب عن المرشح، الذي لن يُقبل منه أي خطاب أو أفعال أقل من هذا المستوى، فإذا كان «البطل» نائباً فستتم المقارنة بين أدائه الفعلي السابق داخل المجلس، وأدائه التمثيلي في الفيديو، وبالتالي قد ينقلب السحر على الساحر! أما إذا كان مرشحاً جديداً فسيبقى تحت نظر الشعب، فإذا لم يأتِ خطابه بذات القوة كان ذلك رسالةً سلبية بحقه!

أخيراً، ورغم الاتفاق على جودة المنتج الفني لبعض الأعمال، إلا أن الرسالة التي وصلت من هذا النوع من الإعلانات أن المرشح «خوش ممثل»، وهذا ما لا يريده الناخب ولا تستحقه الكويت، فما تريده الكويت هو إنجاز وتشريع وتعاون بنّاء يقود سفينتها إلى بر الأمان.