من قلب القاهرة التاريخية، سعى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، إلى استغلال العلاقات الممتازة بين باريس والقاهرة، لطي صفحة الأحداث المؤسفة التي أعادت الى الواجهة قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وتسببت في هجمات إرهابية بفرنسا والنمسا، كما اثارت رد فعل إسلاميا غاضبا ضد الرئيس ايمانويل ماكرون، الذي تشن حكومته حربا شعواء على التيار الإسلامي في صفوف الجالية الإسلامية بفرنسا.

وزار لودريان (رأس الدبلوماسية الفرنسية) العاصمة المصرية ذات الثقل الإسلامي الكبير، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري، لكن اللقاء بالمرجعية السنيّة الأولى الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب، خطف الأنظار، بسب موقف الأزهر من خطاب لماكرون اعتبر فيه أن الإسلام يعيش أزمة في كل مكان، ثم رفضه لتمسك ماكرون بنشر الرسوم.

Ad

وألقى وزير الخارجية الفرنسي خطابا، أمس، بعد لقاء الطيب، مشددا على أن زيارته للأخير، الذي يعد أعلى مرجعية سنية في العالم، تأتي للتأكيد على احترام فرنسا للإسلام.

وتابع: "المسلمون جزء من فرنسا، ونحن نكافح الإرهاب والتطرف"، معربا عن إدانة بلاده لحملة مقاطعة البضائع الفرنسية، ومشددا على أن اللقاءات مع المسؤولين المصريين شهدت التأكيد على القدر الكبير الذي تكنه فرنسا للدين الإسلامي، وأن بلاده تلاحق الإرهابيين والجماعات المتطرفة التي تعانيها فرنسا، كما عانتها مصر.

لقاء السيسي

وقال المسؤول الفرنسي، خلال لقاء مع السيسي في مقر الرئاسة المصرية، إن فرنسا تحترم وتقدر كل الأديان ومبادئها وقيمها، وتتطلع لتعزيز التعاون والتشاور مع مصر لمكافحة ظاهرة التعصب والفكر والمتطرف الآخذة في الانتشار، لاسيما في ظل كون مصر منارة للوسطية والاعتدال، إلى جانب نهجها في إرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر.

ورد السيسي بالقول إن الحاجة الملحة لتضافر جميع الجهود لإعلاء قيم التعايش والتسامح بين جميع الأديان، ومد جسور التفاهم والإخاء، وعدم المساس بالرموز الدينية، معربا عن رفضه التام للأعمال الإرهابية بأشكالها كافة، أو ربط أي دين بأعمال العنف والتطرف، وأشار إلى التجربة المصرية في ترسيخ مبادئ التسامح ونبذ العنف والفكر المتطرف، وأن مصر على استعداد للتعاون ودعم مختلف الجهود الدولية لتعزيز هذه المفاهيم.