الانتخابات القادمة لن تغير من واقعنا شيئاً بل باعتقادي أنها ستزيد الطينة بلة، ويصبح السيئ أسوأ، خصوصاً بعد التجربة المريرة التي شاهدناها خلال السنوات الأربع الماضية والتي اعتقد بعضنا أنها فرصة للتغيير، الأمر الذي جعلهم يشاركون وبقوة لتحقيق ذلك الحلم إلا أنهم خذلوا وتبخرت أحلامهم.

وها نحن نرى الشعارات ذاتها التي انطلت علينا قبل أربع سنوات يرددها المرشحون، وكأن العمل السياسي والانتخابي يعتمد على تلك الشعارات دون أن يكون هناك برنامج انتخابي واضح، يتعهد المرشح بتنفيذه ويعد بالالتزام به، إلا أننا كناخبين أصبحنا مدمنين سماع تلك الأكاذيب من الشعارات التي يروجها المرشحون.

Ad

الغريب أن الناخب يعلم أن هذه الشعارات جوفاء ولا قيمة لها، بل يعلم أنها وعود وهمية لم يلتزم ولن يلتزم بها المرشح، ومع ذلك يذهب للتصويت لأصحابها وكأنه يوحي بقبوله بها رغم علمه بعدم التزام المرشح بها، وهذا الأمر جعل معظم المرشحين يتعمدون الكذب بحملاتهم الانتخابية، وكأنهم يصرون على استغباء الناخب.

الكارثة أن صوت الناخب في ظل الصوت الواحد أصبح مشروع مساومة، حيث تتم مساومة المرشح عليه مقابل ما سيقدمه للناخب ويتم التفاوض عليه وكأنه سلعة، الأمر الذي جعل العملية الانتخابية من عمل سياسي ووطني حر ومستحق إلى سوق ومساومات رخيصة دمرت الديمقراطية والدستور.

يعني بالعربي المشرمح:

الصوت الواحد حول العمل السياسي لعمل تجاري بين الناخب والنائب، يقوم النائب بالكذب والتدليس بشعارات خداعة وواهية يتقبلها الناخب من أجل المساومة على صوته مقابل خدمات أو مال، الأمر الذي دمر العملية الديمقراطية والسياسية لتصبح مجرد صفقة بين بائع لصوته وهو الناخب ومشتر لهذا الصوت وهو المرشح.