الجواب المختصر عن هذا السؤال: "نعم، التدخين السلبي خطر". يشمل التدخين السلبي، الذي يُعرف أيضاً بدخان التبغ البيئي، خليطاً من الدخان المنبعث من السيجارة المحترقة، والدخان الذي ينفثه المدخن ينتشر في المساحة المحيطة.يحتوي التدخين السلبي على المواد الكيماوية السامة عينها التي يتنشقها المدخّن، مثل: النيكوتين، أحادي أكسيد الكربون، البنزين، الفورمول، السيانيد، ومجموعة من المواد المسببة للسرطان. لا شك في أن تأثير هذه المواد الكيماوية يكون أكبر عند تنشقها مباشرة من السيجارة، إلا أن هذا التأثير يظل ساماً مع التدخين السلبي.علاوة على ذلك، تظل الجسيمات مع التدخين السلبي عالقة في الهواء طوال ساعات. كذلك تشكّل الرواسب التي تلتصق بشعر المدخن، ملابسه، وأغراض أخرى خطراً صحياً، خصوصاً على الأولاد. وتُدعى هذه الرواسب "التدخين التراكمي" (thirdhand smoke). لما كان التدخين السلبي خليطاً دائم التفاعل يتبدل أثناء انتقاله واختلاطه بالبيئة، فمن الصعب تحديد حجم مخاطره. لكنه يظل مضراً مهما بلغت كميته، لأنه سام بطبيعته.تشير الأدلة إلى أن التعرض للتدخين السلبي نتيجة للعيش مع شخص مدخن يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة 20 إلى 30 في المئة. كذلك يزيد التدخين السلبي خطر مرض القلب التاجي بنسبة 25 إلى 30 في المئة، فضلاً عن أنه يؤدي إلى مخاطر صحية مختلفة تهدد الأولاد والحوامل وأجنتهن.كما هي الحال مع التدخين الإيجابي، كلما كان التعرض أكبر ومدته أطول، ازدادت المخاطر، خصوصاً خطر الإصابة بأمراض مثل سرطان الرئة. لكن حتى التعرض للتدخين السلبي لفترات وجيزة يزيد أعراض الربو ومرض القلب التاجي سوءاً.من المؤسف أن أجهزة تنظيف الهواء والفلاتر لا تنجح في تنقية الهواء بفاعلية من التدخين السلبي. تبقى الطريقة الأكثر فاعلية للتخلّص من هذا الخطر تفادي التدخين. وفي السنوات الأخيرة، زادت القوانين التي تمنع التدخين إلى حد كبير عدد الأماكن العامة الخالية من التدخين.بالنسبة للمدخن، يشكّل الإقلاع عن التدخين مهمة صعبة، بل ذات أهمية كبيرة. إن كنت مدخناً، تدرك على الأرجح أن الإقلاع عن هذه العادة لا يحسّن صحتك فحسب، بل صحة مَن تحبهم أيضاً. أما إذا كنت تعيش مع شخص مدخّن، فلا شك في أنه يحتاج إلى دعمك الكامل، لينجح في التخلص من التدخين.
توابل - Fitness
هل التدخين السلبي مُضر بالصحة؟
06-11-2020