في الدائرة المفرغة ذاتها يدور مرشحو «أمة 2020»، فما من خطاب انتخابي جديد ظهر على الساحة إلى الآن، سواء من الوجوه الجديدة أو النواب السابقين الذين عادوا للترشح، إذ جاءت معظم برامجهم نسخاً مكررة (copy & paste) لبرامج سابقة تحمل القضايا نفسها من إسكان وتعليم وصحة وإصلاح اقتصادي وعدالة، تلك الموضوعات المعروفة التي تحضر وقت الانتخابات وتغيب داخل المجلس، وهو ما يعني أنها تقدَّم لذرّ الرماد في العيون.

والمتابع للبرامج الانتخابية لمرشحي «أمة 2020 » يجدها عبارة عن كلام مكرر، غابت عنه أفكار القوانين والحلول الناجعة للمشكلات العالقة، ولعل السبب هو اعتماد أغلب المرشحين على الغير في صياغة برامجهم الانتخابية، التي تقتبس من برامج سابقة ومن تقارير الجهات الرقابية، مما يجعلها أشبه بلقاء صحافي يرد فيه الضيف على أسئلة المذيع.

Ad

ورغم حساسية الأوضاع وكثرة التحديات، وما يواجه البلد من مخاطر اقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط وزيادة عجز الموازنة، فإن محتوى برامج المرشحين لم يلامس هذا الواقع المرير، وركز على مغازلة نقطة ضعف الناخب، عبر رفع شعار «إلا جيب المواطن».

ولم يستفد المرشحون من السنوات الأربع الأخيرة التي تعرّض فيها مجلس 2016 لموجة سخط شعبي واسعة، لإعداد برنامج «قيِّم» يعالج الإخفاقات، ويتطلع إلى المستقبل، واضعاً الحلول العلمية والعملية الكفيلة بتحسين مستوى المعيشة وتأمين مستقبل الأجيال القادمة.

وإن كانت بعض البرامج قدمت حلولاً، فإنها تبقى مجرد عناوين، فلم يقدّم أي مرشح نسخة من اقتراح بقانون واحد لحل أي من الملفات الشائكة، واكتفى بالإشارة إلى «إقرار القوانين اللازمة»، التي لا يعلم الناخب ما هي وما صيغتها!

ولعل النقطة الأهم التي تدلل على عدم جدية كثير من المرشحين في تنفيذ وعودهم التي تضمنتها برامجهم الانتخابية، هي أن كل هذه القضايا من صحة وإسكان وتعليم وإصلاح اقتصادي وتعديل للنظام الانتخابي ومحاربة للفساد... إلخ، كانت حاضرة في برامج النواب الحاليين والسابقين، وتغيرت المجالس وظلت القضايا كما هي، تحتل فيها الكويت مراتب متأخرة.

يبقى أن المرشح يقع بالأساس في خطأ عندما يقدم برنامجاً انتخابياً، لأنه إذا وصل إلى المجلس فسيشكل صوتاً من ٦٥ صوتاً، والقرار في النهاية للأغلبية داخل قاعة عبدالله السالم، فالبرامج الانتخابية تصلح فقط في حال وجود أحزاب سياسية، من يحصل منها على الأغلبية يستطيع تنفيذ برنامجه... فعندما يتم إشهار الأحزاب قدّموا برامجكم الانتخابية، وغير ذلك هو... ضحك على الذقون.