أكد استشاري ورئيس وحدة الغدد الصماء والسكر في مستشفى جابر، نائب رئيس الرابطة الكويتية لهشاشة العظام د. ثامر العيسى أن التعاون بين طبيب الأسنان المعالج والطبيب المعالج لهشاشة العظام ضروري جدًا لإعطاء أفضل علاج للمرضى، خصوصا المصابين بمرض هشاشة العظام والذين يحتاجون إلى جراحة الفم.

وقال العيسى لـ "الجريدة" إن مرض هشاشة العظام من الأمراض المزمنة التي تتطلب علاجا يقي من الكسور ومضاعفاتها. وأوضح أن هناك عدة علاجات متوفرة لهشاشة العظام بحيث تساعد على المحافظة على كثافة العظم وأيضا زيادتها، ومن أهم هذه العلاجات من فصيلة البيسفونات أو دينوزوماب، وهي علاجات مستخدمة منذ سنوات طويلة جدا.

Ad

وأضاف أنه أثناء استخدام هذه العلاجات يطلب من المريض الاهتمام بصحة الفم والأسنان لمنع حدوث أحد الأعراض الجانبية لهذه العلاجات وهي حالات تَنَخُر عظم الفك.

وأشار إلى أن هذه الحالة المرضية تعتبر نادرة ويفقد فيها عظم الفك القدرة على الشفاء مما يؤدي الى حدوث جرح كبير غير قادر على الالتئام ويصبح العظم عاريا غير مغطى بالأنسجة الفموية مما يؤدي الى الإصابة بالالتهابات الميكروبية وآلام وتورم في عظم الفك، ونتيجة ذلك يُمكن حدوث كسور في عظم الفك وصعوبة شفاء الالتهاب الميكروبي.

وتابع انه على الرغم من أن تنخر عظم الفك مؤلم ويمكن أن يتطور ويزداد لكنه أحيانا يمكن أن يحدث دون أي أعراض وفي العادة يشفى باستعمال العلاجات المناسبة.

وأشار إلى أن عدم الاهتمام بصحة ونظافة الأسنان والفم واستمرار التدخين، هي أسباب أخرى مساعدة لحدوث تَنَخُر عظم الفك.

وشدد على أهمية القيام بنظاقة والمحافظة على صحة الفم والأسنان أثناء استخدام علاجات البيسفسوفات أو دينوزوماب، إلى جانب مراجعة طبيب الأسنان مرة كل 6 أشهر أو حسب ما يوصي به طبيب الأسنان المعالج، كما ينبغي القيام بالعناية الدورية بصحة الفم والأسنان مثل تنظيف الأسنان والحشوات وعلاج عصب الأسنان كالمعتاد وهذا لا يتطلب وقف علاج هشاشة العظام المستخدم.

وأضاف أنه إذا كان هناك حاجة لعمل عملية جراحية في الفم والفكين، فإن من الأفضل أن يتم الانتهاء من الجراحة قبل البدء بعلاجات هشاشة العظام السابقة.

وأضاف العيسى أن بعض مرضى السرطان يستخدمون علاجات البيسفسوفات أو دينوزوماب لعلاج آثار المرض على العظام، وغالبا تكون عن طريق الوريد بجرعات أعلى أو تكرار أكثر من مريض هشاشة العظام، وهؤلاء المرضى عرضة أكثر للإصابة بتَنَخُر عظم الفك مقارنةً بمرضى هشاشة العظام، فمهم لدى مرضى السرطان ممن يتلقون هذه العلاجات القيام بإجراء فحص كامل للأسنان وأخذ الصور الإشعاعية لعظم الفكين وإجراء أو إكمال أي عمل جراحي للفكين قبل البدء بالعلاج.

وقال إنه في حال البدء بعلاجات البيسفسوفات أو دينوزوماب، ثم تطلبت الحالة عمل إجراء جراحي في الفم أو الفك، فينصح بوقف العلاج حتى انتهاء جراحة الفم والأسنان والعودة الى العلاج بعد أن يتم الشفاء التام لموقع الجراحة، وفي العادة يتم ذلك خلال شهر أو شهرين من الجراحة.