وجهت الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد إلى أوروبا هجمات بالغة الضرر تفوق طاقتها، مما يجعلها تتجه إلى الإغلاق مجدداً.

فمع اكتشاف جامعة بازل السويسرية "مئات" التحورات المختلفة للفيروس، التي بات جميعها منتشراً بسبب تخفيف قيود السفر، فوجئت أوروبا بعنف الموجة الثانية، وعليه ضاعفت قراراتها الشديدة، تحسباً لفترة الشتاء، ولم تجد بُداً من الإغلاق، رغم تزايد المعارضة له.

Ad

وفي ظل تشديد وشيك للقيود في ألمانيا وبلجيكا وقبلهما إسبانيا وأيرلندا وهولندا، عُقِدت قمة افتراضية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي أمس لتقييم الوباء.

وقرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إعادة الحجر العام اعتباراً من اليوم، قائلاً: "مرة أخرى، يجب أن نتحلى بالكثير من التواضع، فنحن جميعاً في أوروبا فوجئنا بتطور الفيروس"، مشيراً إلى أن فرنسا قد تشهد "ما لا يقل عن 400 ألف وفاة إضافية" خلال بضعة أشهر إذا لم يتم فعل أي شيء. وأكد أن "بعض البلدان كإسبانيا وأيرلندا وهولندا اتخذت إجراءات أكثر صرامة في وقت مبكر عن فرنسا، ومع ذلك، فنحن جميعاً في النقطة نفسها، نواجه موجة ثانية تفوق طاقتنا، وأصبحنا نعرف أنها ستكون، على الأرجح، أقسى وأكثر فتكاً من الأولى".

وأعلن رئيس الوزراء جان كاستيكس، أن وضع الكمامات بالمدارس "سيشمل تلاميذ المرحلة الابتدائية اعتباراً من سن 6 سنوات"، مع العمل من المنزل "طوال الأسبوع".

بموازاة ذلك، فرضت دول أوروبية كثيرة أخرى قرارات حظر تجول، وهو إجراء يوصف في أغلب الأحيان، بخطوة أخيرة قبل إعادة فرض حجر كامل.

وفي ألمانيا وعقب شرحها أمام "البوندستاغ" عشرات التدابير للسيطرة على أعداد الإصابات المتزايدة، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إجراءات جذرية، تشمل إغلاق مدة شهر للمطاعم والمراكز الترفيهية، إلى جانب دعم يصل إلى 10 مليارات يورو لمساعدة الاقتصاد في تخفيف الصدمة.

وعقدت حكومة بلجيكا، التي تشهد الانتشار الأشد كثافة للفيروس في العالم، اجتماع أزمة جديداً، واعترف رئيس الوزراء ألكسندر دي كرو بأنه "قد يكون من الضروري اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة في الأيام المقبلة"، محذراً من أن "الأسوأ لم يأتِ بعد".

أما في بريطانيا، حيث يتضاعف عدد الإصابات كل 9 أيام، حذّر وزير الإسكان روبرت غينريك، من أن الشرطة قد تفكك التجمعات العائلية الكبيرة في عيد الميلاد، معتبراً أن الصواب فرض قواعد "كورونا" على التواصل الاجتماعي.

وفي وقت تخطى عدد المصابين في الهند 8 ملايين، توصل فريق بحثي متخصص من جامعتي بازل وزيورخ والمعهد الاتحادي السويسري للتقنية، بالتعاون مع مركز أبحاث كوفيد الإسباني، إلى وجود مئات التحورات في طفرات صغيرة في تركيبة الفيروس الجينية، وانتشرت بنجاح، وأصبحت سائدة، وأُطلِق عليها "20 ايه. إي يو 1"، موضحاً أن هذه التحورات ظهرت لأول مرة بإسبانيا في الصيف، وانتشرت في كل أوروبا مباشرة بعد تخفيف قيود السفر بين الدول.