وسط أجواء مشحونة بالغضب في العالم الإسلامي من الرسوم المسيئة للرسول محمد ﷺ، عاشت فرنسا، أمس، يوماً عصيباً شهد سلسلة اعتداءات إرهابية أعنفها وقع داخل كنيسة نوتردام في مدينة نيس الجنوبية، حيث أقدم لاجئ تونسي مسلح بسكين على قطع رأس امرأة وقتل اثنين آخرين، قبل أن يصاب برصاص الشرطة ويتم اعتقاله.

وفي غضون ساعات من هجوم نيس، الذي ترافق مع اعتقال سعودي هاجم القنصلية الفرنسية في مدينة جدة وأصاب حارساً، قتلت الشرطة رجلاً هدّد المارة بمسدس في أفينيون جنوب فرنسا، قبل أن تعتقل أفغانياً يحمل سكيناً طوله نحو 30 سنتيمتراً في محطة ترام بمنطقة رون في مدينة ليون بتهمة التخطيط لتنفيذ عملية طعن. ولاحقاً أعلنت السلطات الفرنسية إحباط هجوم جديد على كنيسة بمنطقة إيل دو فرانس قرب باريس.

Ad

وبعد توعد رئيس الوزراء جان كاستيكس برد قوي وصارم، زار الرئيس إيمانويل ماكرون نيس وقرر رفع مستوى التأهب الأمني إلى أعلى مستوياته، وتعهد بتوفير حماية أمنية لدور العبادة والمدارس.

واعتبر ماكرون أن «اعتداء نيس هجوم إرهابي إسلامي»، موضحاً أن ذلك «بسبب قيمنا الخاصة بالحرية ورغبتنا في عدم الخضوع للإرهاب، ولن نتخلى عن أيٍّ من القيم الفرنسية».

ومع دعوة ممثل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية للحداد والتضامن مع الضحايا وإلغاء جميع الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، توالت التنديدات الدولية بهجوم نيس، فبينما تبرأ الأزهر وإمامه الشيخ أحمد الطيب من الأفعال الإرهابية والإجرامية، دانت السعودية الهجوم بشدة، ورفضت بشكل قاطع الأعمال المتطرفة التي تتنافى مع جميع الديانات والمعتقدات الإنسانية والفطرة السليمة.

وفي وقت دانت تركيا ومصر والإمارات وقطر وروسيا الهجوم «الوحشي وتضامنت مع الشعب الفرنسي في مواجهة الإرهاب والعنف»، أعرب قادة الدول الأوروبية عن وقوفهم مع فرنسا، متعهدين بمواجهة «الساعين للتحريض على الكراهية ونشرها». (عواصم ـــ وكالات)