في بداية مقال اليوم اود ان اصحح ما ذكرته في مقال الأسبوع الماضي والذي تناولت فيه وثيقة من وثائق أسرة السميط الكريمة حيث ذكرت أن الرسالة التي كتبها المرحوم سعود السميط أرسلها لوالده فهد في الهند، والصحيح أنه كان في الأحساء في ذلك الوقت.

واليوم نتناول وثيقة أخرى من وثائق اسرة السميط (الصميط) تتضمن لمسات إنسانية جميلة لابد أن يطلع عليها أهل الكويت لأنها تحمل معاني سامية وخلقا كريما ومشاعر رقيقة.

Ad

كتب الرسالة سعود السميط ووجهها لوالده فهد بتاريخ 21 ربيع الثاني عام 1349 الموافق 15 سبتمبر 1930م.

في بداية الرسالة يخبر سعود والده بأن العباءة (البشت) التي طلبها المرحوم علي الإبراهيم (وأعتقد أنه يقصد علي إبراهيم الكليب) ما زالت موجودة ولم يتم تسليمها له لأنه لم يطلبها. وبعد ذلك أخبره عن عباءة أخرى للمرحوم جاسم السمحان وأفاده بما حدث بشأنها. كما أبلغه بموضوع ساعة للمرحوم أحمد عبداللطيف النصف، وموضوع آخر وهو بيع أخشاب لأخواله. ثم بعد ذلك صارح أباه بموضوع إنساني جميل يتعلق بجدة سعود واسمها دلال التي طلبت من حفيدها سعود أن يبلغ أباه "شرهة" مليئة بالمحبة والاحترام والأدب.

يقول سعود في الرسالة إن جدته دلال استمعت إلى رسالتين لم يذكر فيهما السلام على "الأمهات" وقد التمست العذر في الرسالة الأولى ولكن تكرر الأمر في الرسالة الثانية "فعسى المانع خير".

هذه اللمسة الإنسانية تؤكد عمق العلاقة والمحبة وتوضح أن أدق التفاصيل يتم تداولها في هذه الرسائل الخالدة لأهل الكويت في حقبة ما قبل النفط.

وحينما ندقق في معنى الشرهة، نجد أن فهد السميط ربما نسي أو أنه لم يعط اهتماما لموضوع السلام على "الأمهات" من السيدات الكبيرات في العمر. وقد لاحظت الجدة دلال أن ذلك تكرر مرتين في رسالتين ولذلك طلبت من سعود أن يسأل والده عن السبب لعله نسي فيتذكر في المستقبل. إن هذه اللفتة الجميلة من الجدة دلال لابنها فهد تؤكد الاحترام المتبادل في تلك الأيام وأهمية السلام على جميع الأعزاء والأقارب بالاسم إن أمكن وأن ذلك له أثره البالغ على الطرف المرسل إليه. وإليكم نص الرسالة كاملا:

"جناب الأمجد سيدي الوالد المكرم فهد بن سيدي الوالد المرحوم عبدالعزيز الصميط المحترم دام بقاه..

بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته على الدوام دمتم بخير وسرور.. وعنا من فضل الله جميعا بأتم الصحة والسرور نرجو المولى دوامها على الجميع. بيد المسرة أخذنا كتابكم الكريم رقم الجاري فأسرنا صحتكم وما أوضحتم به صار معلوم خصوصا تذكر إذا طلب منا علي الإبراهيم العباة المخيطة الذي عنده نسلمها له ولاكن (ولكن) إلى الآن ما أرسل أحد يطلبها منا وعباة جاسم السمحان وصلت وبطلنا بقشتها في دكان أحمد العبداللطيف ولا رأينا العلمين الذي أنت تذكر أنك مرسلهم داخل البقشة. وعن الساعة إلى الآن ما طلبها أحمد العبداللطيف منا وأيضا سألنا عبدالله الحساوي عن أخوه سعد وقال له 25 يوم من سافر الحسا. خشب الاخوال الى الان ما باعو ولا تبين عندهم شي يسوى رفعه لجنابكم فقط عبدالله المديرس باع 4500 ربية وكافة الربع ما باعو الا الفلاح بقدر 20000 ربية ويوسف العبدالجادر 9200 ربية وقبل لا يبيع بمدة شهر سيمت .... 13400 ربية. الوالدة دلال طيبة وتسلم عليك وتقول وصلنا خطين ولا رأينا فيهم السلام على الأمهات منكم اما الأول فجزمنا انك ناسي والثاني ما عرفنا ايش المانع نسال الله ان يكون خير".

رحم الله الآباء والأجداد وجعلهم في مقام أمين وجمعنا وإياهم في جنات الخلد مع الأنبياء والصالحين.