لن أكرر إرشادات الصحة حول تجنب عدوى كورونا، فهي واضحة وإن تجاهلها البعض سامحهم الله.

ما يهمني هنا هو أن أسطر الحاجة إلى الاهتمام بفئة وإن كانت قليلة حتى الآن، هؤلاء هم من تم شفاؤهم ونتائجهم دلت على خلوهم من الفيروس، ومن المفترض أن تنتهي القصة هنا.

Ad

الأمر ليس بتلك البساطة، فهناك ما يسمى "Long Covid" أو كوفيد طويل الأمد.

هناك فئة وإن كانت قليلة إلا أنهم بعد شفائهم وخلوهم من الفيروس تبقى معاناتهم معهم، فالإرهاق المزمن يلازمهم وكذلك الصداع وآلام العضلات والكحة والصعوبة في التنفس أحياناً وفقدان حاسة الشم والذوق، وكذلك يعانون من مشاكل في السمع والذاكرة، وقد يعانون من بعض هذه الأعراض وليس بالضرورة جميعها أو أكثرها ولكنها تبقى معاناة.

وللتدليل على صعوبة وضع هؤلاء، فإنني أستذكر رسالة من 39 طبيباً بريطانياً أصيبوا بكورونا، وبعد شفائهم مازالوا يعانون، وبعضهم بالكاد يستطيع العودة لعمله، لذلك وتحذيراً من خطورة الموضوع كتبوا رسالة مفتوحة لمجلة الطب البريطانية (British Medical Journal) يبثون بها شكواهم، وحذروا من إهمال الموضوع، وضرورة إنشاء عيادات خاصة لما يسمى بالكوفيد المطوَل أو طويل الأمد، وهناك بحث من فريق هولندي بلجيكي مشترك نشرته "nature" الدورية المرموقة قبل يومين يؤكد ذلك.

لا أعلم مدى انتشار "long covid" بين المتشافين من مرض كورونا في الكويت، فهناك قصص مشابهة ومعاناة، وكلها تصب في خانة عدم فهم المرض وظروفه.

فهل يا ترى لدى وزارة الصحة حل لهؤلاء؟ وهل هناك حاجة إلى فتح عيادات متخصصة يشترك فيها أكثر من تخصص Multidisciplinary، وتشمل حتى الأطباء النفسيين؟ فهؤلاء المرضى، وإن تشافوا ظاهرياً، بعضهم بحاجة إلى من يتابع حالاتهم ويستعمل طرقاً لتخفيف المعاناة.