مر عليّ في نهاية شهر أغسطس الماضي خبر تدشين أول مصنع لإنتاج غاز الهيدروجين من لقيم متجدد على شكل نفاية بلاستيكية في المملكة المتحدة، والتي يقوم بتحويلها من خلال التحلل الحراري بأجواء خاملة ونسبة من بخار الماء إلى غاز ثمين كالهيدروجين، كما حاولت أن ألفت الانتباه الى أهمية الخبر هذا عبر إحدى منصات التواصل الاجتماعي، ذلك الأمر الذي لاقى تفاعلاً من عدد من المهتمين كذلك، ومازلت أعتقد أن خبراً كهذا يجب ألا يمر مرور الكرام البتة.

وحقيقة الأمر أن الموضوع لم يغب عن ذهني أنا أيضاً، وكنت أتابعه في الصحافة العالمية وهي تتناقل خبر مباركة مشروع (ثورنتن) لإنتاج غاز الهيدروجين في المملكة، ذلك مما جعلني أربط المسألة مع تنبؤ مسقبلي حول الطاقة المتجددة وقرب انتهاء زمن الوقود الأحفوري كذلك.

Ad

منذ عام 2009 وأنا- على مستوى شخصي ومهني كذلك- أحاول أن أرفع الوعي فيما يخص إنتاج الوقود من ديزيل وجازولين وغيرهما والطاقة من النفايات الصلبة، ولا سيما إنتاج النفط المصنع من تقنيات الهدرجة، أي بصريح العبارة إنتاج نفط نظيف عالي الجودة دون الحاجة للحفر والتنقيب عنه ومن ثم تكريره.

تلك التقنيات التي دائما ما كانت تواجه الانتقادات الصريحة نظرا لحاجتها إلى التكلفة العالية في التشغيل، علاوة على كلفة غاز الهيدروجين، رغم عدم تماشي هذا مع الكويت نظرا لعوامل عدة خارج نطاق هذا المقال، والآن وقد وصلنا إلى مرحلة تدشين المصانع لإنتاج هذا الأخير (الهيدروجين) من لقيم متجدد كالنفاية، أصبحت المسألة بسيطة جداً، فالهيدروجين الذي يعمد لتشغيل مثل تلك العمليات الصناعية الثقيلة هو الآن متوافر، ويمكنه أن يربط مثل تلك المنشآت الصناعية بطريقة متكاملة ليصبح النفط الأحفوري عبارة عن "كوكتيل طبقات" من المواد الكيميائية والغاز والماء المصاحب دون أي زبون يرغب في شرائه، والطامة الكبرى هو ما يواجهه الشاب الكويتي المتخصص من عقليات بترولية وعلمية بعد طرح مثل هذا الكلام (إلا من رحم ربي)!!

أتمنى مع دخولنا ها هنا في الكويت مرحلة "العهد الجديد" أن نستدرك حاجتنا الماسة لتنوع سلة الطاقة لدينا، وأن طرقنا التقليدية في إدارة مواردنا قد أكل عليها الزمان وشرب شيئا أفضل من عصير الكوكتيل الذي دائماً ما نتشدق ونتلذذ به.

على الهامش:

إلا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومن بعد المقاطعة للمنتجات المتوافرة على أرفف الأسواق التموينية (مدفوعة الثمن)، آن أوان المقاطعة الحقيقية للقادم من سلع يتم توريدها من هناك.

هامش أخير:

حسابي في المنصة الفلانية والعلانية تم (تهكيره)! حجة من لا حجة له.