قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة إنشن الكورية الجنوبية مدير مشروع تشغيل مبنى المطار المساند T4 كوانغ سو لي إن مطار الكويت الدولي يتعامل مع نحو 13 مليون شخص، عبر 5 مبان للركاب، مبينا أن المرافق والأنظمة الحالية ليست كافية للتعامل مع الطلب المتزايد على الرحلات.

وذكر لي، في حوار مع «الجريدة»، أن «إنشن» تضع على عاتقها مسؤولية كبيرة لتعزيز الإيرادات للكويت، من خلال تحسين خطة المساحات التجارية، وتدريب الشباب الكويتيين، مضيفا أن T4 لا يأخذ أي إيرادات من العمليات التجارية للمبنى، بل يتم إرسالها من المرافق التجارية إلى الحكومة مباشرة، مثل الإيجار، دون الحصول على أي عائد من التشغيل.

Ad

وأشار إلى تقديم برامج تدريب للشباب الكويتيين على تشغيل المطارات، «وسنعمل على تعزيز تعليمهم، مع التركيز على جعلهم خبراء في تشغيل المطارات بالمستقبل»... وفيما يلي التفاصيل:


• الحياة قبل وبعد كورونا أصبحت مختلفة تماما، بما فيها قطاع السفر وتشغيل المطارات، فما الإجراءات التي تغيرت حتى الآن، وكيف تتوقعون التغييرات مستقبلا؟


- لم تشهد صناعة الطيران والسفر العالمية، بما في ذلك عمليات المطارات، ضغوطا أكبر من قبل مقارنة بالانتشار الواسع لكورونا الذي نشهده اليوم، خاصة أن رابطة المطارات الدولية توقعت أن تؤدي الجائحة إلى القضاء على 20 في المئة من حركة الركاب، وما يقرب من نصف إيرادات المطارات نهاية 2020.

وفي الحقيقة، أكثر ما أركز عليه، بصفتي الرئيس التنفيذي لعمليات المطار، هو التشغيل التدريجي لعمليات المطار، ونحن نناقش إجراءات التشغيل مع الإدارة العامة للطيران المدني أولا بأول، لأننا نركز على تنفيذ إجراءات جديدة، بما في ذلك تأمين وقت كاف لإجراءات الحجر الصحي للركاب، وإنشاء مرافق للتعقيم في جميع مواقع الخدمة، بما في ذلك كاميرات التصوير الحراري لاكتشاف وقياس درجات حرارة المسافرين عند المداخل، إضافة إلى التعقيم الشامل لمرافق المطار، حتى يتم تطوير لقاح للفيروس، ومن المرجح أن يصبح التباعد الاجتماعي هو القاعدة في المطارات، ونحافظ أيضا على فجوة 1.5 متر بين نقاط التفتيش بشكل صارم، لتقليل مخاطر التعرض للفاحصين والركاب وفقا لمعيار رابطة المطارات الدولية.

ولعل الحديث عن التكنولوجيا الجديدة التي ستكون هي الحل النهائي على المدى الطويل، من خلال عمل اختبار التعرف على القياسات الحيوية على نطاق واسع، خاصة انه سينتشر استخدامه بشكل أكبر لتجنب الاتصال البشري، وسيتم اعتماد المزيد من خيارات عدم التلامس، بما في ذلك التعرف على الوجه، وبالمثل قامت بعض المطارات وشركات الطيران بتنفيذ تطبيقات الهاتف المحمول لجمع تصاريح الصعود إلى الطائرة من الهواتف، وتجنب الخطوط والاتصال بالأشخاص لتلقي إشعارات الرحلات الجوية.

وبفضل أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات في كوريا، تعد مؤسسة مطار إنشن الدولي (IIAC) شركة رائدة عالميا في تطبيق التكنولوجيا ومنصات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لعمليات المطار، من أجل قيادة عمليات المطارات بعد فيروس كورونا، خاصة انها تعمل على استعجال إدخال تقنيات جديدة، مثل الحجر الصحي الذكي باستخدام الروبوتات، والذي يعد أيضا جزءا من استراتيجية مطار إنشن الدولي "COVID-19 Free Airport" وخطة استعادة النقل، الا انه ونظرا لتكاليف المشروع، من الصعب تطبيقه على تشغيل مبنى T4 في الكويت، لكن "إنشن" تأمل تطبيق التكنولوجيا الذكية، التي تعد أيضا أكبر قوة لكوريا ومطار إنشيون الدولي، على مطار الكويت على المدى الطويل.


قواعد الحجر


• ما هو دليل السفر للرحلات التجارية خلال فترة الجائحة؟


- خلال فترة انتشار الوباء، هناك أشياء يحتاج المسافر إلى التحقق منها قبل المغادرة إلى المطار، أبرزها اتباع قواعد الحجر الصحي الصارمة، ويمكن للمسافرين فقط دخول المحطة، ووفقًا لذلك فإنه من الصعب على غير الركاب دخول المبنى، إضافة إلى أنه يجب أن تصل إلى المبنى قبل 4 ساعات من موعد المغادرة، لتحضير أي إجراءات حجر صحي ممكنة، ومع ذلك، سيتم أيضا منع الركاب من دخول المبنى حتى خمس ساعات قبل موعد المغادرة لمنع انتشار الوباء بسبب الازدحام في المبنى.

وفي بعض البلدان، قد يكون الدخول مقيدا، لذلك من الضروري التحقق من البلد الذي تم إدخاله على موقع الخطوط الجوية الكويتية قبل المغادرة، كما لن يُسمح للركاب المغادرين بحمل أمتعة يدوية أو أمتعة على متن الطائرة، باستثناء الحقائب الصغيرة للأدوية والأمتعة الشخصية ومتعلقات الأطفال، ويجب أن يكون لدى جميع المسافرين القادمين شهادة PCR رسمية باللغة الإنكليزية، والتي يجب ألا تتجاوز صلاحيتها 96 ساعة من تاريخ الفحص حتى تاريخ القبول على متن الطائرة، صادرة عن أحد المختبرات المعتمدة من قبل السلطات المعنية في الكويت، كما أن للمسافرين الذين يسافرون خارج الكويت، والذين لا تتجاوز فترة سفرهم أربعة 4 أيام، لا يلزم إجراء فحص PCR عند عودتهم إذا كانت شهادة PCR الصادرة عن دولة الكويت قبل مغادرة البلاد لا تزال سارية.


تحقيق إيرادات


• ماذا يعني لكم مشروع مطار الكويت T4؟


- في الحقيقة مبنى الركاب T4 يمثّل لنا أكثر من مجرد عمل تجاري ربحي، فقد تعتقد أنه أمر غريب، لكننا علمنا منذ مشاركتنا في المشروع أننا بالكاد نستطيع تحقيق إيرادات من خلال مشروع T4، ومع ذلك بدأنا هذا العمل بالنظر إلى الصداقة طويلة الأمد بين كوريا والكويت، خاصة أن فكرة مشروع T4 قادتنا الى أنه يمكن أن يكون خطوة مؤسسة "إنشن" المهمة للأمام نحو العالم لنشر التكنولوجيا التشغيلية المتقدمة لدينا هنا، وآمل أن تؤدي قصة نجاح Incheon في T4 إلى فوز لكل من كوريا والكويت.


• ما سبب تميز T4 مقارنة بالمباني الأخرى؟


- نحاول التحكم في وقت مناولة الركاب لكل خطوة من الإجراءات، وفقًا للمعايير الدولية لاتحاد النقل الجوي الدولي، الذي أوصى بأن تكمل المطارات الدولية وقت المغادرة في أقل من 40 دقيقة، وذلك لتقليل هذا الوقت قدر الإمكان، فقد وقعت T4 اتفاقية مستوى الخدمة مع الخطوط الجوية الكويتية، وضبطت عدد مكاتب تسجيل الوصول على منطقة وزن الأمتعة، وفقًا لعدد من الرحلات المغادرة، وعليه أصبح وقت مغادرة الرحلة في T4 بغضون 25 دقيقة في المتوسط، وهو أقصر بكثير من المعايير الدولية.

بالإضافة الى اننا بدأنا في مراقبة خدمات الركاب من خلال الأجهزة اللوحية والموظفين المدربين قبل "COVID - 19"، وبدأنا مرة أخرى مع استئناف هذه المراقبة لسماع أصوات الركاب، ويأتي هذا العمل بعد سنوات طويلة من الخبرة، وخاصة بعد اختيار مطار "إنشن" الدولي أفضل مطار خدمة في العالم مدة 13 عاما متتالية من قبل مجلس المطار الدولي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عمليته السريعة، إضافة الى التحكم أيضا في وقت مناولة الركاب في كل خطوة من الإجراء في T4 وفقا للمعايير الدولية لاتحاد النقل الجوي الدولي.

كما قام مطار "إنشن" الدولي بتحسين تجربة الركاب لديه من خلال متجر السوق الحرة رقم 1 والمرافق التجارية عالية الجودة في العالم، وهذا هو سبب تغييرنا لخطة المنشأة التجارية لـ T4 عندما بدأنا المشروع لأول مرة، على الرغم من التخطيط لـ T4 كمحطة دعم ، وجذب أفضل العلامات التجارية والتصميم.


نظام دقيق


• ماذا قدمتم خلال فترة عملكم في الكويت خلال العامين الماضيين؟


- إذا نظرنا إلى الوراء في العامين الماضيين، فقد حدثت أشياء كثيرة. أثناء عملي كنائب للرئيس في مطار إنشيون الدولي، كان أكثر ما أكدته هو إنشاء نظام تشغيل مطار دقيق على مدار 24 ساعة من خلال مركز عمليات المطار (AOC)، وهذا ما قمت به خلال تأسيس T4.

وبما أن T4 تم تصميمه في الأصل كمحطة دعم، لم يتم التخطيط لمرافق تجارية كافية لخدمة الركاب، في الوقت الذي قدمت Incheon خطة لتطوير منشأة تجارية جديدة لتوسيعها وتحديث التصميم التجاري.

بالإضافة إلى ذلك، حاولنا إظهار أن إنشيون مختلفة في كل شيء، خاصة فيما يتعلق بصيانة المطار، ونتيجة لذلك، فإن المبنى المصمم للتعامل مع 4.5 ملايين شخص، تعامل مع 4.9 ملايين شخص بسلاسة العام الماضي، وتمكنا من إنشاء 48 متجراً بما في ذلك متاجر معفاة من الرسوم الجمركية ومطاعم منذ تشغيلها.

وعلى الرغم من انتشار COVID-19 وتعليق تطوير تشغيل المطار، فإننا نبذل قصارى جهدنا لإجراءات تشغيل المطار واستئناف تشغيل الرحلات التجارية منذ مطلع أغسطس الماضي، بالاضافة إلى أننا حتى أثناء تعليق الرحلات التجارية، قامت "إنشن" بالاستعدادات لمنع انتشار COVID-19 في المبنى وضمان السفر الآمن للمسافرين من خلال تطبيق التباعد الاجتماعي وفحص الحرارة الذي يتم من خلال الإشعارات المنشورة في كل مكان بالمطار، بالاضافة الى تركيب حواجز ومعقمات يدوية للحماية من الفيروسات في جميع المناضد والمنشآت التجارية، فضلاً عن إلزام جميع العمال بارتداء أقنعة وقفازات.

كما قمنا أيضاً بتنظيم الرحلات الجوية لاستقبال الكويتيين العالقين في الخارج خلال فترة الإجلاء الوطني للكويتيين، لكنني آمل أن يكون هذا الاستئناف بمثابة افتتاح كبير ثانٍ للمبنى، وسنستجيب بمرونة للزيادة في عدد الرحلات وفقاً لاتجاه Covid-19 والتركيز على قفزة إلى الأمام في الخدمة، مع عقلية فتح المنفذ الثاني.


• وما العراقيل التي واجهتموها في تشغيل T4؟


- الأولى بالطبع هي أزمة كوفيد -19، التي غيرت مسار تشغيل المطار الذي أنشأناه بالكامل، فخلال الفترة التي توقف فيها المطار، أنشأ جميع موظفي "إنشن" إجراءات جديدة في المطار بهدف ضمان أن يتمكن الركاب من السفر بأمان دون انتشار الفيروس.

اما الثانية، فهي حرصنا على تشغيل مطار إنشيون الدولي وفقاً للعقد المبرم مع الكويت، والذي من خلاله قمنا بتنفيذ الصيانة مباشرة في المطار من خلال موظفي Incheon والاشراف على صيانة المقاول جنكيز Cengiz.

كما ان الخدمة الأرضية لشركة الطيران جزء من منطقة أعمال الشركة، والتي تعمل إما بمفردها أو من خلال عقد مع شركة المناولة الأرضية، والتي تأتي من خلال ممارسات المطارات العالمية، خاصة ان "إنشن" تهتم بالإدارة العامة لوكالات المناولة الأرضية واتفاقيات مستوى الخدمة (SLAs) لضمان المستويات التشغيلية العالمية لـ T4.


تدريب الشباب


• ما ربحية مطار إنشيون الدولي من التشغيل؟


- علمنا منذ البداية أننا بالكاد نستطيع تحقيق ربح من خلال تشغيل T4، وتم اختيار Incheon بأقل عرض سعر والذي يمثل 64 في المئة فقط من أعلى عرض، ومع ذلك فقد أوفينا بجميع النطاقات المتعاقد عليها، وعززنا الإيرادات للكويت من خلال تحسين خطة المساحات التجارية وتدريب الشباب الكويتيين على الصداقة طويلة الأمد بين الكويت وكوريا الجنوبية.

وأريد أن أوضح أن المطار الدولي لا يأخذ أي إيرادات من العمليات التجارية للمبنى، بل يتم إرسال جميع الإيرادات من المرافق التجارية مباشرة إلى الحكومة، مثل الإيجار والتي لا تأخذ Incheon أي عائد من تشغيل T4.


خطة عمل



• وما هي خطتكم للعمل خلال السنة الثالثة؟


- لدي خطتان مهمتان: أولاً يجب تشغيل عمليات المطار إلى ما قبل COVID-19، وتحقيقا لهذه الغاية سنقوم بتنفيذ قواعد الحجر الصحي بدقة لدعم السفر الآمن للركاب حتى يتم تسويق اللقاحات والعلاجات.

والثانية هي تثقيف الشباب الكويتي وتعليمهم من خلال الدراية العملية في المطارات، خاصة اننا قدمنا لهم برامج تدريبية على تشغيل المطارات للكويتيين وأرسلناهم إلى مطار "إنشن" في كوريا الجنوبية لنوضح لهم الممارسات الدولية. وهذا العام، سنعمل على تعزيز تعليم الشباب الكويتي وفقاً لإرشادات الحكومة الكويتية، مع التركيز على جعلهم خبراء في مجال مشغلي المطارات في المستقبل.

T2 خطوة مثالية للتطلع إلى المستقبل

ذكر كوانغ سو لي، أن مطار الكويت يتعامل في الوقت الحالي مع نحو 13 مليون شخص من خلال 5 مباني ركاب منذ عام 2019، إلا أن المرافق والأنظمة الحالية ليست كافية للتعامل مع الطلب المتزايد على الرحلات.

وأضاف سو لي أنه للتعويض عن هذا الطلب يجب أن يكون بناء T2، الذي تدفع الحكومة الكويتية من أجله، خطوة مثالية للتطلع إلى المستقبل، مستطردا: ومن أجل أن يساهم T2 بنجاح في محور الطيران في الكويت، يجب أن يكون مستعداً مسبقاً لضمان السفر السلس للتشغيل المتكامل للأنظمة الطرفية الخمسة الحالية.

وتابع: ولعل الحديث عن تأخر مطار هونغ كونغ 2 ومطار برلين لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر، بسبب فشل تكامل الأنظمة في المطارات مثل نظام مناولة الأمتعة، فهناك حلول لمنع مثل هذه المشاكل مقدماً، من خلال وضع مطار إنشيون الدولي 20.000 قطعة من الأمتعة في نظام مناولة الأمتعة وإجراء عملية اختبار شاملة لتشغيل المبنى الجديد بنجاح.