بلهجة تحدٍّ، رد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس، على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي قال فيها إنه لا يمكن لوم مصر إذا استخدمت الحل العسكري بتدمير سد النهضة، في حال استمر «تعنت» إثيوبيا.

وقال آبي أحمد، في بيان رسمي: «النهضة هو سد إثيوبيا، والإثيوبيون سيكملون هذا العمل لا محالة، ولا توجد قوة يمكنها أن تمنعنا من تحقيق أهدافنا التي خططنا لها. لم يستعمرنا أحد من قبل، ولن يحكمنا أحد في المستقبل».

Ad

ورفض توجيه التهديدات إلى بلاده، ووصفه بالأسلوب الخاطئ والمخالف للقانون الدولي، مؤكداً أن أديس أبابا لن تخضع.

وتابع: «لا يمكن لأحد أن يمس إثيوبيا ويعيش بسلام، والإثيوبيون سينتصرون»، متحدثاً عن الأصدقاء الذين خانوا إثيوبيا خلال التاريخ، لكن «هذا ليس جديداً على إثيوبيا» على حد قوله.

ورفع الرئيس الأميركي من حدة التوتر في منطقة حوض النيل الشرقي إلى درجة غير مسبوقة، بعدما ألقى بمزيد من البنزين على النار.

وفي تصريحات مفاجئة، قال ترامب، خلال اتّصال هاتفي مع الزعيمين السوداني والإسرائيلي أجراهُ أمام صحافيين مساء أمس الأول، «إنّه وضع خطير جداً، لأنّ مصر لن تكون قادرة على العيش بهذه الطريقة»، مضيفاً: «سينتهي بهم الأمر إلى تفجير السدّ. قُلتها وأقولها بصوت عالٍ وواضح: سيُفجّرون هذا السدّ. وعليهم أن يفعلوا شيئاً».

وتابع: «كان ينبغي عليهم إيقافه قبل وقتٍ طويل من بدايته»، مبدياً أسفه لأنّ مصر كانت تشهد اضطراباً داخلياً عندما بدأ مشروع سدّ النهضة الإثيوبي عام 2011.

وقال ترامب: «لقد وجدتُ لهم اتّفاقاً، لكنّ إثيوبيا انتهكته للأسف، وما كان ينبغي عليها فعل ذلك. كان هذا خطأً كبيراً». وأردف: «لن يَروا هذه الأموال أبداً ما لم يلتزموا بهذا الاتّفاق».

والتزم الجانب المصري الرسمي الصمت، حتى ظهر أمس، وهو أمر وصفه وزير الموارد المائية والري المصري السابق محمد علام، بالطبيعي، لأن مصر ليست طرفاً في التصريحات الأميركية الإثيوبية.

وأضاف علام، في تصريحات خاصة لـ «الجريدة»: «القاهرة ليست طرفاً، لأن تصريحات ترامب تصب في مصلحتها، وهي محل ترحيب بلا شك، لأنها أثبتت أن التعنت يأتي من الجانب الإثيوبي الذي أفشل جميع جولات التفاوض، فهي دليل إدانة لأديس أبابا».

وتابع: «ترامب يهدد صراحة أديس أبابا، بسبب مواقفها المعلنة، والتي أدت لفشل المفاوضات، وحديث الرئيس الأميركي واضح جداً في اعتماده على تقارير استخباراتية تؤكد أن فشل مفاوضات سد النهضة ستؤدي إلى توتر وحالة من عدم الاستقرار في منطقة شرق إفريقيا، ومن هنا أتى حديثه عن استخدام مصر للقوة العسكرية، على الرغم من أن القاهرة تمسكت دوماً باللهجة الدبلوماسية المنضبطة».

ولفت الوزير السابق إلى أن ترامب يسعى حقيقة للوصول إلى اتفاقية ملزمة عبر الطرق الودية، لذا مارس بعض الضغوط العلنية على إثيوبيا، وأن حدة كلماته أصابت الجانب الإثيوبي بالارتباك.